الأخ المهندس / عبدالدائم الكحيل
باحث الإعجازات فى القرآن الكريم
في كل يوم يصرح علماء الغرب بمعلومات جديدة عليهم
ولكنها ليست جديدة على ديننا الحنيف،
لنقرأ هذه الدراسة العلمية الجديدة ونحمد الله تعالى .......
تؤكد الأبحاث الحديثة أن الحياة الاجتماعية الإيجابية للإنسان
تفيد صحته أكثر من الحمية والتمارين الرياضية،
وتخفض مخاطر الإصابة بالأمراض مثل الجلطة القلبية والخرف
بحث جديد جاء من جامعو إكستر بأستراليا
حيث وجد العلماء أن البقاء ضمن الجماعة الواحدة،
سواء في العمل أو البيت له أثر شفائي كبير على الأمراض.
فبعد مراقبة طويلة يقول البروفسور Alex Haslam
إن الإنسان تعود على الحياة الاجتماعية ،
وأن يعيش في مجموعات منذ بداية خلقه.
وهذه المجموعات هي جزء لا يتجزأ من شخصيته
بل وتحدد مصيره الصحي والعقلي.
نشرت في مجلة Neuropsychological Rehabilitation
وجد العلماء أن الحياة الاجتماعية المليئة بالتعاون والمحبة والتآخي
قادرة على حماية الإنسان من النوبة القلبية والموت المفاجئ
والوقاية من الخرف ومشاكل الذاكرة.
وفي دراسة عام 2009 المنشورة في Ageing and Society
تبين أن الإنسان كلما كان ارتباطه بالجماعة المحيطة به أقوى
وكلما كان التعاون بينهم أكبر
كان لذلك الأثر الكبير في الوقاية من خرف الشيخوخة.
الدكتورة Catherine Haslam من الجامعة المذكورة
فقد وجدت أن الإنسان الذي يعيش منعزلاً تكثر لديه الأمراض،
أما الذي يعيش ضمن جماعة ويمارس نشاطاته اليومية ويتعاون مع الآخرين
ويشعر بأن له انتماء لمجموعة ما، فإنه يكون أقل عرضة للأمراض،
وتقول إنه يجب علينا الاعتراف بالدور الذي تعلبه الجماعة
في حماية صحتنا العقلية والجسدية،
وهذه الطريقة أرخص بكثير من أي دواء ولا توجد لها آثار جانبية وممتعة!
الآن يا أحبتي بعدما قرأنا ما يقوله علماء غربيون ماذا يقول ديننا الحنيف؟
كلنا يعلم أهمية الجماعة في تعاليم نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم،
وأولها الصلاة. فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم
ثواب الصلاة في جماعة أكثر من الفرد بسبع وعشرين درجة!
بل لفوائد كثيرة لا يزال العلماء يكتشفون بعضاً من أسرارها،
واليوم نرى فوائد طبية تتجلى في حياة الجماعة أو المجموعات.
يقول صلى الله عليه وسلم :
( صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرجل وحده بسبع وعشرين درجة )
فعندما تحافظ أخي المؤمن على الصلاة في الجماعة، فإنك تكسب أجراً أكثر،
وتعالج نفسك من الكثير من الأمراض.
ونعلم أيضاً الحديث الرائع الذي قاله نبينا عليه الصلاة والسلام :
(ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة
وتغشتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده)
وتأملوا معي كلمة (قوم) ليدلنا على فضل الجماعة
وألا نكون منفردين في الذكر والعبادة.
كذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم اهتم اهتماماً كبيراً بهذا الجانب،
لدرجة أنه طلب من المؤمنين أن يكونوا كالجسد الواحد،
( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً )
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يريد لنا الخير ويريد لنا الفائدة.
ليس هذا فحسب بل إن النبي حذَّر من الفرقة والتشتت والعزلة،
يقول صلى الله عليه وسلم :
( عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد
وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة )
[ حديث صحيح رواه ابن ماجة 2363 ] .
أما كتاب الله تعالى فقد جعل الخطاب يأتي بصيغة الجماعة،
فلا نجد في القرآن (يا أيها المؤمن) بل دائماً :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا }
{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
ماذا يعني أن نجد هذا التطابق بين تعاليم الإسلام
والتعاليم التي ينصح بها علماء الغرب اليوم بعد تجارب طويلة؟
إن الملحدين عندما ابتعدوا عن الدين ووضعوا تعاليم خاصة بهم
يسمونها "الحرية الشخصية" بدأوا اليوم يتراجعوا عن هذه التعاليم،
ويصدروا تعاليم تتطابق مع تعاليم ديننا الحنيف!
وهذا يؤكد أن ما جاء به الإسلام هو الحق وهو الذي ينبغي علينا الالتزام به.