الإمساك عن الكلام المحرَّم في أي حال من الأحوال و عن اللغو
و هو الكلام الباطل ، كالغيبة و النميمة و الطعن في أعراض الناس
عدم الإكثار من الكلام المباح ، لأنه قد يجر إلى المحرم أو المكروه .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( لا تُكثِروا الكلامَ بغيرِ ذكرِ اللهِ فإنَّ كثرةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ اللهِ
قسوةٌ للقلبِ وإن أبعدَ الناسِ من اللهِ القلبُ القاسي )
العناية بالجار و الوصاية به :
و من كمال الإيمان وصدق الإسلام الإحسان إلى الجار والبر به
والكف عن أذاه ، فالإحسان إلى الجار و إكرامه أمر مطلوب شرعاً ،
بل لقد وصلت العناية بالجار في الإسلام ، إلى درجة لم يعهد لها مثيل
في تاريخ العلاقات الاجتماعية ،
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )
إن إيذاء الجار خلل في الإيمان يسبب الهلاك :
و هو محرم في الإسلام ، و من الكبائر التي يعظم إثمها و يشتد
عقابها عند الله عز و جل . عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( و الله لا يؤمن ، و الله لا يؤمن . قيل : من يا رسول الله ؟
قال : من لا يأمن جاره بوائقه )
أي لا يَسْلَم من شروره وأذاه ، و المراد بقوله :
( لا يؤمن ) ، أي الإيمان الكامل المنجي عند الله عز و جل .

من وسائل الإحسان إلى الجار :
1- مواساته عند حاجته ، روى الحاكم عن النبي صلى الله عليه و سلم :
( ما آمن بي من بات شبعانَ و جارُه جائعٌ إلى جنبِه و هو يعلم به )
2- مساعدته و تحصيل النفع له ، و إن كان في ذلك تنازل عن حق
3- الإهداء له ، و لا سيما في المناسبات .
إكرام الضيف من الإيمان و من مظاهر حسن الإسلام :
يبين لنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث :
أن من التزم شرائع الإسلام ، و سلك مسلك المؤمنين الأخيار،
لزمه إكرام من نزل عنده من الضيوف و الإحسان إليهم ،
( من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه )
هل الضيافة حق واجب أم إحسان مستحب ؟
ذهب أحمد إلى أنها واجبة يوماً و ليلة ، و الجمهور على أن الضيافة
مستحبة ، و من باب مَكَارِمِ الأخلاق ، و ليست بواجبة .
و من أدب الضيافة و كرمها البِشْر و البشاشة في وجه الضيف ،
و طيب الحديث معه ، و المبادرة بإحضار ما تيسر عنده من طعام
و شراب ، و أما الضيف فمن أدبه أن لا يضيق على مزوره و
لا يزعجه ، و من التضييق أن يمكث عنده و هو يشعر أنه ليس عنده
إن العمل بما عرفناه من مضمون هذا الحديث بالغ الأهمية ،
لأنه يحقق وحدة الكلمة ، و يؤلف بين القلوب ، و يذهب الضغائن
و الأحقاد ، و ذلك أن الناس جميعاً يجاور بعضهم بعضاً ، وغالبهم
ضيف أو مضيف ، فإن أكرم كل جار جاره ، وكل مضيف ضيفه ،
صلح المجتمع ، و استقام أمر الناس ، و سادت الأُلفة و المحبة ،
و لا سيما إذا التزم الكل أدب الحديث ، فقال حسناً أو سكت .