الموضوع: الحكمة ( 15 )
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-22-2013, 12:06 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

علاقة الإخلاص بالتوحيد علاقة وطيدة :
أنا أقول هذه الكلمة: طبق, وأخلص, وتكلم بأي لغة, بأي طريقة,
بأي أسلوب, يصبح لكلامك قوة تأثير, لأنك أنت تنطق بالحكمة,
والحكمة فيها علم, وفيها دليل, الدليل: أنت.
وأخلص، الإخلاص له علاقة بالتوحيد, وأنت بقدر توحيدك مخلص,
إذا كان بحياتك أشخاص ترجوهم, أو تخافهم, أصبح إخلاصك ضعيفاً
لله عز وجل, أما إن لم ترَ مع الله أحداً, ترى أن يد الله تعمل وحدها:
{ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }
[سورة الفتح الآية:10]
{ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً }
[سورة الكهف الآية:26]
إذا وحدت الله حقيقة اتجهت إليه وحده, كما قال عليه الصلاة والسلام:
يا علي, لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من الدنيا وما فيها.
هداية الإنسان ليس من مقوماتها المعلومات فقط بل الاتصال القوي بالله
مع الإخلاص :
هداية الإنسان ليس من مقوماتها المعلومات فقط,
الآن هناك زخم في المعلومات يفوق حدّ الخيال, أينما ذهبت هناك كثافة
في الكتب, والأشرطة, والمحاضرات, والمؤتمرات,
والمكتبة الإسلامية طافحة بالمعلومات, لكن لا يوجد رجال لهم اتصال قوي
بالله يهز المجتمع، والناس دائماً نقاد, إذا الإنسان نافق انتهى عند الناس؛
إذا أكل مالاً حراماً انتهى, إذا كذب انتهى, أما إذا كان الإنسان مظنة صلاح,
يجهد في أن يطبق ما يقول, هذا له قوة تأثير؛ وقد تكون معلوماته وسط,
وقد تكون معلوماته ليست واسعة جداً؛ معلومات محدودة, مع إخلاص,
وتطبيق, أفضل ألف مرة من معلومات كثيفة جداً مع عدم تطبيق.
قيل للإمام الغزالي:
فلان حفظ كتاب الأم للشافعي, فتبسم و قال: زادت نسخة.
أي حال إنسان صادق في ألف خير من لسان ألف في واحد, ألف متكلم
من دون صدق لا يؤثرون في واحد, وواحد صادق يؤثر في ألف.
حاجة المسلمين اليوم إلى الدعاة الصادقين :
استفدنا في هذا الدرس من قوله تعالى:
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ }
[سورة النحل الآية:125]
أي كن عالماً مطبقاً حتى تكون حكيماً, حتى تكون داعية إلى الله عز وجل.
والمسلمون الآن في أمس الحاجة للدعاة إلى الله, و حاجتهم إلى الدعاة
أضعاف حاجتهم إلى العلماء.
كل إنسان درس, وتبحر, وتعمق, وألّف, وصنف, هذا عالم لا شك,
لكن ضعيف التأثير.
العالم عمله مخبري, يجوز أن يكون شخصاً متفوقاً في المواريث
تفوقاً عجيباً, كل دمشق تحتاج إلى إنسان في المواريث,
كلما مات شخص عنده مسألة يحلها، لكن الناس الشاردين يحتاجون
إلى دعاة صادقين, إلى إنسان مسلم متحرك.
من أدق التعريفات, قالوا: القرآن كون ناطق, والكون قرآن صامت,
والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي.
الحال علاقته بالعلم لا بالاستقامة :
الآن: نحن بحاجة إلى إنسان مسلم, صادق, أمين, متواضع, ورع,
ضابط دخله, وإنفاقه, هذا الإنسان المنضبط المسلمون في أمس الحاجة
إليه, هذا الذي يلفت النظر.
كيف أن هناك ألواناً صارخة موجتها واسعة جداً؛ اللون الأصفر الفاقع,
اللون البرتقالي, هذا لون صارخ, لأن موجته عالية جداً,
ترى من بعيد المركبات في المطارات جميعها لونها أصفر, أو برتقالي؛
لأنه لو كان لونها حديدياً كلون الزفت لا يراه الطيار, نريد لوناً صارخاً.
والمؤمن الذي له حال بسبب طاعته لله هذا لون صارخ؛
لكن كل إنسان يدّعي الحال, مستحيل وألف مستحيل أن يلقي الله عز وجل
نوره في قلب إنسان فاسق, دعوة الحال سهلة جداً:
كل يدّعي وصلاً بليلى و ليلى لا تقر لهم بذاكا
والحال يجب أن يضبطه العلم.
أحياناً إنسان يحقق مبلغاً كبيراً جداً غير مشروع, يتألق,
الحال ليس له علاقة بالاستقامة.
بشكل عام الإنسان إذا وصل إلى هدفه يتألق, ما الذي يضبط الحال؟
العلم؛ قد يكون الحال شيطانياً, أما الحال إذا كان نابعاً عن طاعة لله عز وجل
فهذا الذي نتحدث عنه في هذا الدرس.
والحمد لله رب العالمين
لفضيلة الشيخ : محمد النابلسي
جزاه الله عنا كل خير
في الله اخوكم ,, مصطفى الحمد


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس