عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-22-2013, 12:20 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

الثاني : الاستغفار :
فلو عظمت الذنوب وبلغت الكثرة عنان السماء ـ وهو السحاب ، وقيل :
ما انتهى إليه البصر منها ـ ثم استغفر العبد ربه - عز وجل -، فإن الله يغفرها
له .
روي عن لقمان أنه قال لابنه :
يا بني عود لسانك اللهم اغفر لي فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً .

وقال الحسن :
أكثروا من الإستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم
وفي مجالسكم وأينما كنتم ، فإنكم ما تدرون متي تنزل المغفرة .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الثالث : التوحيد :
وهو السبب الأعظم ومن فقده حُرِمَ المغفرة ، ومن أتى به فقد أتى بأعظم
أسباب المغفرة .
قال الله - تعالى -:
} إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ{
( النساء / 166 )

قال ابن القيم - رحمه الله - في معنى قوله :
( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا
لأتيتك بقرابها مغفرة )
يُعْفَى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس
كذلك ، فلو لقى الموحد الذي لم يشرك بالله ألبته ربه بقراب الأرض خطايا
أتاه بقرابها مغفرة ، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده ، فإن التوحيد الخالص
الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب ؛ لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله
وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب ، ولو كانت قراب
الأرض ، فالنجاسة عارضةٌ ، والدافع لها قوي ،
ومعنى ( قُراب الأرض ) = ملؤها أو ما يقارب ذلك ، ولكن هذا مع مشيئة
الله - عز وجل -، فإن شاء غفر بفضله ورحمته ، وإن شاء عذب بعدله
وحكمته ، وهو المحمود على كل حال .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال بعضهم :
الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار ،
فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه وقام بشروطه كلها بقلبه والسانه
وجوارحه أو بقلبه ولسانه عند الموت أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب
كلها ومنعه من دخول النار بالكلية ، فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت
منه كل ما سوى الله محبة وتعظيمـًا وإجلالاً ومهابة وخشية ورجاء وتوكلاً ،
وحينئذٍ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر، وربما قلبتها
حسنات ، فإن هذا التوحيد هو الإكسير الأعظم ، فلو وضعت ذرة منه على
جبال الذنوب والخطايا لقلبتها حسنات ،
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - :
كما أن الله - عز وجل - لا يقبل طاعات المشركين فنرجو أن يغفر الله –
عز وجل - ذنوب الموحدين أو معناه .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الآثار في فضل الاستغفار :

قالت عائشة - رضي الله عنها - :
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا .
وقال علي - رضي الله عنه -:
ما ألهم الله - سبحانه - عبدًا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه .

وقال قتادة - رحمه الله -:
إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، فأما داؤكم فالذنوب ، وأما دواؤكم
فالاستغفار .
وسمعوا أعرابيـًا وهو متعلق بأستار الكعبة يقول :
اللهم إن استغفاري مع إصراري لَلَؤمٌ ، وإن تركي استغفارَكَ مع علمي بسعة
عفوك لعجزٌ، فكم تتجبب إليَّ بالنعم مع غناك عني ، وكم أتبغض إليك
بالمعاصي مع فقري إليك ، يا من إذا وعد وَفّى ، وإذا أوعد عفا ، أدخل عظيم
جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين .
لكن قوله :
( إذا أوعد عفا ) مخالفٌ لعقيدة السلف - رضي الله عنهم - فوعد الله –
عز وجل - ووعيده حق ، كما قال - تعالى -:

} مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيّ {
(ق / 29 )
فهو - سبحانه - إن شاء عفا وإن شاء عاقب .
نسأل الله المغفرة والعفو والعافية
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس