نماذج في الكَرَم و الجُود و السَّخاء و البذل
نماذج مِن السَّلف في الكَرَم و الجُود :
[ لما قدم أبو الزِّناد الكوفة على الصَّدقات، كلَّم رجلٌ حمَّاد بن أبي سليمان
في رجلٍ يكلِّم له أبا الزِّناد، يستعين في بعض أعماله،
فقال حمَّاد: كم يؤمِّل صاحبك مِن أبي الزِّناد أن يصيب معه؟
قال: ألف درهمٍ، قال: فقد أمرت له بخمسة آلاف درهمٍ، ولا يبذل وجهي إليه
قال: جزاك الله خيرًا، فهذا أكثر ممَّا أمَّل ورجا.
قال عثمان: وقال ابن السَّمَّاك: فكلَّمه آخر في ابنه أن يحوِّله مِن كتابٍ
إلى كتاب، فقال للذي يكلِّمه: إنَّما نعطي المعلِّم ثلاثين كلَّ شهرٍ،
وقد أجريناها لصاحبك مائة، دع الغلام مكانه ]
وكان أبو مرثد أحد الكُرَماء، فمدحه بعض الشُّعراء،
فقال للشَّاعر: والله ما عندي ما أعطيك، ولكن قدِّمني إلى القاضي
وادَّع عليَّ بعشرة آلاف درهم حتى أقرَّ لك بها، ثمَّ احبسني،
فإنَّ أهلي لا يتركوني محبوسًا.
ففعل ذلك، فلم يُمْس حتى دفع إليه عشرة آلاف درهم،
وأُخْرج أبو مرثد مِن الحبس .
وقال حمَّاد بن أبي حنيفة:
[ لم يكن بالكوفة أسخى على طعامٍ ومالٍ مِن حماَّد بن أبي سليمان
وكان مورقٌ يتَّجر، فيصيب المال، فلا يأتي عليه جمعةٌ وعنده منه شيءٌ
وكان يأتي الأخ، فيعطيه الأربع مائةٍ والخمس مائةٍ
ويقول: ضعها لنا عندك. ثمَّ يلقاه بعد،
فيقول: شأنك بها، لا حاجة لي فيها
وقال عبد الله بن الوسيم الجمَّال:
[ أتينا عمران بن موسى بن طَلْحَة ابن عبيد الله نسأله في دينٍ على رجلٍ
مِن أصحابنا، فأمر بالموائد فنُصِبَت، ثمَّ قال: لا، حتى تصيبوا مِن طعامنا
فيجب علينا حقُّكم وذمامكم، قال: فأصبنا مِن طعامه،
فأمر لنا بعشرة آلاف درهمٍ في قضاء دينه، وخمسة آلاف درهمٍ نفقةً لعياله ]
وكان هشام بن حسَّان إذا ذكر يزيد بن المهلَّب يقول:
[ إن كادت السُّفن لتجري في جوده ]
وكان ناسٌ مِن أهل المدينة يعيشون لا يدرون مِن أين كان معاشهم
فلمَّا مات علي بن الحسين، فقدوا ذلك الذي كانوا يُؤْتَون باللَّيل .
وقال أبو السَّوَّار العدويُّ:
[ كان رجالٌ مِن بني عدي يصلُّون في هذا المسجد، ما أفطر أحدٌ منهم
على طعامٍ قطُّ وحده، إن وجد مَن يأكل معه أكل، وإلَّا أخرج طعامه
إلى المسجد، فأكله مع النَّاس، وأكل النَّاس معه ]
[ حدِّث عن البحر ولا حرج، وعن الفضل ولا حرج ]