إن حياة الإنسان معارك متنوعة ، يتعرض فيها لأعداء كثيرة و
متلونة ، و إن انتصاره في هذه المعارك مرتبط بمدى صبره مترتب
عليه . فالصبر هو طريق الظفر بالمطلوب ، و هو السلاح الفعال
لقهر العدو بمختلف أشكاله ، خفياً كان أم ظاهراً ، لذا جعله الله عز
و جل مادة الاختبار لعباده في هذه الحياة ، ليميزَ الخبيث من الطيب ،
و يعلم الصادق المتيقن من المنافق المرتاب :
{ وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَ نَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ }
{ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا
فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ }
أي من الأمور التي ينبغي أن يعزم عليها كل عاقل ويوطن نفسه
عليها ، لما فيها من كمال المزية و الشرف .
و نحن لو استعرضنا آيات الله عز و جل ، و أحاديث رسوله
المصطفى صلى الله عليه و سلم ، لوجدنا أن كلمة الصبر ترد في
مواطن عدة ، كلها تلتقي على المعنى المذكور للصبر ، و تهدف إلى
غاية واحدة و تحقق النتيجة نفسها ، ألا و هي الفوز و الانتصار .
أ- الصبر على فعل الطاعة وترك المعصية .
ج - الصبر في ميدان الدعوة إلى الله عز و جل و الأمر بالمعروف
د - الصبر في ميادين القتال ومنازلة الكفار .
إنك تستوحي مما سبق أن من ثمرات الصبر :
الرضا ، و الطمأنينة ، و الشعور بالسعادة ، وتحقيق العزة و الكرامة
والخير ، واستحقاق التأييد من الله عز و جل ، و العون والنصرة
و المحبة ، و فوق هذا كله تلك الثمرة الأخروية ، التي تتمثل بذلك
النعيم المقيم ، الذي يحوزونه موَفَّراً بغير حساب :
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
في جنة عرضها السماوات و الأرض .
و يتوجه رب العزة بالمغفرة و الفوز والرضوان :
{ إِنِّي جَزَيْتُهُمْ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمْ الْفَائِزُونَ }
{ وَ بَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ }
[ البقرة : 155- 156 - 157 ]
قد تتوالى على الإنسان مصائب و محن و يتعرض لصنوف البلاء ،
و تشتد عليه الأمور و تضيق به ، حتى يصل إلى حال من شأنها أن
تجعل الحزن و الغم يأخذ بنفسه و يقع في الكرب ، و كل ذلك اختبار
من الله سبحانه ، و حتى يشق المؤمن طريقه إلى الجنة بجدارة ،
فإذا نجح في الامتحان ، فصبر و احتسب على النحو الذي علمت ،
ولم يضجر و لم ييأس ، و أدرك أن كل ذلك بقضاء الله تعالى و قدره
فرضى به و اطمأنت إليه نفسه ، و تداركته عناية الله تعالى ،
فكشفت ما به من غم ، و أجلت من نفسه كل حزن ، و خلصته من
كل ضيق ، و أنقذته من كل أسى ، و كان النصر المبين و الفوز
العظيم في الدنيا والآخرة .
و عندها يستبين لهذا العبد المؤمن التقي :
أن النور ينبثق من باطن الظلمة ، و أن الغيث يخرج من الغيوم
القاتمة ، و أن ما كان فيه من كرب إنما هو لخير أُريد به ، و أن
الفرج في طياته و جنباته ، و أن ذلك لم يكن إلا لينقطع العبد الصادق
عن كل ما سوى الله عز و جل ، و يرتبط قلبه بخالقه وحده ، الذي
استيقن أن الأمر كله بيده .
و اقرأ في هذه المعاني قول الله عز و جل :
{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ
مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا
مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }
إذا كانت الدابة قوية ، و يعلم راكبها أو صاحبها أنها تُطيق أكثر من
واحد ، له أن يردف وراءه واحداً أو أكثر حسب طاقتها ،
و إذا كان يعلم أنها لا تطيق لم يجز له ذلك .
1- يحسن للمعلم أن يلفت انتباه المتعلم ، و يذكر له أنه يريد أن
يعلمه ، قبل أن يبدأ بإعطاء المعلومات إليه ، ليكون أوقع في نفسه ،
و يشتد شوقه للعلم ويقبل عليه برغبة .
2- من كان على حق و دعا إليه ، أو أمر بالمعروف ، أو نهى عن
المنكر ، فإنه لا يضره كيد الظالمين و لا مكر أعداء الله المبطلين .
3- على المسلم أن يقومَ بواجبه من فعل الطاعات ، و ترك المنكرات
و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، دون أن يصغي لمن يخيفه
من العواقب ، من ضعفاء الإيمان و اليقين ، لأن ما قُدِّر له لا بد أن يصيبه .