عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-28-2013, 02:13 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي


الزكاة و الحج فريضتان محكمتان :
فالتزام هذين الركنين ممن وجبا عليه ، شرط أساسي في نجاته من
النار و دخوله الجنة دون عذاب .
و لم يذكرهما النعمان رضي الله عنه بخصوصهما - كما ذكر الصلاة
والصوم - إما لأنهما لم يفرضا بعد ، وإما لكونه غير مكلف بهما
لفقره وعدم استطاعته، أو لأنهما يدخلان في تعميمه بعدُ بقوله :
وأحللت الحلال و حرمت الحرام ، فإنه يستلزم فعل الفرائض كلها ،
لأنها من الحلال الواجب ، و تركها من الحرام الممنوع .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أهمية الصلاة و الصيام :
إن تصدير هذا السائل سؤاله بأداء الصلوات المفروضة ، يدل دلالة
واضحة على ما استقر في نفوس الصحابة رضي الله عنهم من تعظيم
أمرها و الاهتمام بها ، و كيف لا ؟ و هي عماد الدين ، و عنوان
المسلم يؤديها في اليوم و الليلة خمس مرات ، محافظاً على أركانها
و واجباتها ، و سننها و آدابها .
و أما الصوم :
فهو في المرتبة الثانية بعد الصلاة ، و إن كان لا يقل عنها في
الفرضية ، فقد أجمعت الأمة على أنه أحد أركان الإسلام التي عُلمت
من الدين بالضرورة .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فعل الواجب و ترك المحرم وقاية من النار :
الأصل في عبادة الله عز و جل المحافظة على الفرائض مع ترك
المحرمات ، فمن فعل ذلك فاز أيما فوز و أفلح أيما فلاح ، جاء رجل
إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( يا رسول الله ، شهدتُ أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله ، وصلَّيت
الخمس ، و أديت زكاة مالي ، و صمت شهر رمضان ؟ .
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من ماتَ على هذا كان مع النبيين و الصديقين و الشهداء يوم
القيامة هكذا - ونصبَ أُصبعيه - ما لم يعقَّ والديه )
يعق من العقوق ، وهو عدم الإحسان إلى الوالدين كما أمر الله عز
و جل و رسوله صلى الله عليه و سلم .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الإتيان بالنوافل زيادة قرب من الله تعالى و كمال :
و المسلم الذي يرجو النجاة ، و تطمح نفسه إلى رفيع الدرجات عند
الله عز و جل ، لا يترك نافلة ولا يقرب مكروهاً ، و لا يفرق فيما
يطلب منه بين واجب أو مفروض أو مندوب ، كما لا يفرق فيما نهي
عنه بين محرم أو مكروه .
و هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عامة يفعلون ،
لا يفرقون فيما أُمِروا به أو نُهُوا عنه ، بل يلتزمون قول الله عز
و جل :
{ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }
[ الحشر : 7 ]
رغبة في الثواب ، و طمعاً في الرحمة و الرضوان ، و إشفاقاً من
المعصية و الحرمان .
و نحن إذ نرى رسول الله صلى الله عليه و سلم يقر ذلك الصحابي
على إعلانه : " و الله لا أزيد على ذلك شيئاً " ،
و لا ينبهه إلى فضل الزيادة و التطوع ، نعلم أنه صلى الله عليه
و سلم فعل ذلك تيسيراً عليه و تسهيلاً ، و تعليماً للقادة و الهداة إلى
الله عز و جل :
أن يبثُّوا روح الأمل في النفوس ، و أن يتخلقوا بالسماحة و الرفق ،
و تقريراً لما جاء به الإسلام من التيسير و رفع الحرج .
على أنه صلى الله عليه وسلم يعلم أن هذا المؤمن التقي حين يعبد الله
عز وجل بما افترض عليه ، و يصل به قلبه ، ينشرح صدره ،
و يشعر باطمئنان نفسي ومتعة روحية ، فيحمله كل ذلك على الشغف
بالعبادة ، و الرغبة في الزيادة من مرضاة الله عز و جل ، بأداء
النوافل وترك المكروه .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التحليل و التحريم تشريع، لا يكون إلا لله تعالى :
إن أصل الإيمان :
أن يعتقد المسلم حِلَّ ما أحلَّه الله عز و جل وحرمة ما حرمه ، سواء
فعل المحرم أم ترك الحلال ، فإن زعم إنسان لنفسه أنه يستطيع أن
يحرم ما ثبت حله في شرع الله عز و جل ، أو يحلل ما ثبتت حرمته ،
فإنه بذلك يتطاول على حق الله عز وجل ، الذي له وحده سلطة
التشريع ، و التحليل و التحريم ، فمن اعتقد أن له أن يشرع خلاف
ما شرعه الله عز و جل ، و بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أو يشرع بهواه دون التزام قواعد التشريع الإسلامي ، فقد خرج عن
الإسلام ، و برئ منه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .
قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
[ المائدة : 87 ]
و قد ثبت أنها نزلت في بعض الصحابة الذين أرادوا أن يحرموا على
أنفسهم بعض الطيبات تقشفاً وزهداً ،
فقال لهم صلى الله عليه و سلم :
( لكني أُصلِّي و أنام ، و أصومُ وأُفطر، و أتزوج النساء ،
فمن رغب عن سنتي فليس مني )
رواه البخاري و مسلم
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحِنْث باليمين والبِرُّ به :
من حلف أن يفعل خيراً وما فيه طاعة فالأفضل له البر بيمينه، أي أن
يفعل ما حلف على فعله لقوله تعالى :
{ وَ احْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ }
[ المائدة : 89 ]
أي احفظوها عن أن تحنثوا فيها . و من حلف على ترك واجب أو
فعل معصية وجب عليه الحنث بيمينه ، أي أن يخالف يمينه و لا يفعل
ما أقسم على فعله .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ما يستفاد من الحديث :
أن على المسلم أن يسأل أهل العلم عن شرائع الإسلام ، و ما يجب
عليه و ما يحلُّ له و ما يحرم ، إن كان يجهل ذلك ، ليسيرَ على هدى
في حياته , و تطمئنَ نفسُه لسلامة عمله .
كما أفاد :
أن على المعلم أن يتوسع بالمتعلم : و يبشره بالخير، و يأخذه باليسر
و الترغيب .
و من حلف على ترك خيرٍ غير واجب عليه ، فالأفضل في حقه أن
يحنث ، لأنه خير له ، روى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال :
( من حلف على يمينٍ و رأى غيرها خيراً منها ،
فليأتِ الذي هو خير وليُكَفِّر عن يمينه )
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس