الأخ الدكتور / نـور المعداوي
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
الحمد لله من جعل في أمة محمد من يحبون الله و يخافون منه
و أنتِ ابنتي منهم إن شاء الله
أن تري قوة الله و سمعه سبحانه
توقنين بسمع الله لكي و قدرته عليك
و يعتريك ما يعتري البشر من مآسي و آلام قد تسببي فيها أو يكون قدر الله عليك
و من هنا عندما ننسب ما حيلة لنا به إلي الله
فهو سبحانه هو من خلقنا و وضعنا في بطن أم و أختار أبانا
هو يعلم و هو يخلق ما يشاء و يختار
و لقد تقلبتي في بيوت و سترك ربنا أفلا يسرتك ثانية
وقعتي في إبتلاءات و نجحتيِ ألا يعلم ربكِ هذا
تأثرتي أحيانا بالبيئة السيئة و لكن رجعتي لربك و سترها عليك
من هذا البيت غير الأمين عليكِ
كل هذه يا بنتي نعم تستحق الشكر
و لا تنظري كثيرا وراء ظهرك فلن يتحسن الماضي بنظرتك السلبية
لن ترفعي قدرك في الدنيا بأب حنون أو أم رؤوم
إنكِ الأن أمام أهم إمتحان
إمتحان الإيمان بجدوى أن نكون عباداً لله سبحانه و تعالى
هل لنأكل مثل الأنعام أو لنتناسل مثل القرود ؟؟
و لكن لنعبد الله و نوحده سبحانه
و من عبادتنا له أختار لنا الإبتلاء خيرا أو شرا
فهو وحده سبحانه يخلق و يختار
و ثقتنا بربنا هي التي تجعلنا نتمسك بالحياة رغم صعوبتها
و هي التي جعلت الشاب السوري و أعداء الله
دفنوه في التراب حتى رقبته
و قالو له قل لا إله إلا بشار و هو يقول لا إله إلا الله
فظل على ذلك ثابتا على كلمة الحق
و هم يسبونه و يطلبون منه الكفر
و هو يقول لا إله إلا الله حتى أختنق تماما
سؤال : هل إبتلاؤك أكبر من إبتلائه ؟؟
و هكذا لا بد أن تجدي لمستقبلك معن و هدف
هناك الكثير ممكن يرجعوا لربنا لو عرفوا أن أبنهم مدمن خمر
أصبحت طبيبه و مهندسة أو محامية و هي تصلي و تخاف الله
و من هنا أقولها بصراحة النصر و السعادة صناعة داخلية بحتة
نحن الذين نصنع السعادة في نفوسنا
و لا يقدر كل طواغيت الأرض أو مآسيها
أن تنزع الرضى من قلب مؤمن
تعلمي القرآن تعلمي الحق ألتحقي بدور كتاب الله
لو أنتِ في السعودية أو مصر فيما أعلم هناك دور كثيرة
و في كل بلاد العالم هناك قصص نجاح أسمعيها
أعرف قصة عجيبة حدثت من يومين
إمرأة إندونيسية تزوجت و ولدت أنثي
و لكن زوجها كان يعذبها و يتري عليها
و ضاقت بها الأرض فطلبت الطلاق و لم يكن معها شيئ من الدنيا
و أسرتها أفقر مما نتخيل فقررت أن تتوكل على الله
و قالت سأذهب لربي في بيته و أطلب منه
و لكن كيف تأتي بالمال لكي تسكن و ليس لتذهب للحرم
قالت يا رب أريدك هناك و لي طلب عندك و لن تخذلني
و سألت كيف يذهب الناس لمكة قالوا لها تذهب لمكتب حج و عمرة
و دخلت و طلبت العمرة فقال لها بكذا قالت لا أملك شيئ
قالت أثق أن ربي لن يخذلني
قال ما معك شيئ و تأتي إلي هنا
ثق قالت ما تريد من مال قال لها كذا و أخفض لكِ لثقتك بربك
قالت فأسمع و لتثق معي بربك
ستفعل كل الإجراءات و لن تأخذ مني شيئ حتى أعود من مكة
أنشرح صدر الوكيل و قال أثق في ربي مثلك
و عليكي لي كذا ترديهم لما تعودي
و ساعدها في كل شيئ و كتب لها أخيراً عليكي كذا
و بعد مدة ذهبت و لا تدري ما تفعل
فقال لها البعض تعالي لمحلات الأزياء و الملابس
و خذي منهم بضاعه كثيرة و قولي لهم نفس ما قلتي لمكتب السفريات
و فتح ربنا قلوب الناس و وثقوا فيها ثقة في ربهم
و لما ذهبت للمدينة وجدت الرجل حجز لها في أفخم الفنادق
فقالت سبحانك يا رب ما عرفت بفضلك إلا لما وثقت بك
و حملت البضائع و عرضتها على الناس فأعجبتهم جدا و أعطوها مالا كثيرا
و ذهبت لمكة و وقفت في الحرم و قالت يا رب حاجتي بين يديك
يا رب فرج همي و أشرح صدري و أرزقني حلالاً طيبا طاهر
يا رب بدل حزني فرحا و أجعلني ممن يعلي كلمتك
في بلدي و بلاد المسلمين شكرا لك
و سددت ديونها كلها و بقي لها البعض
و بدأت حياة جديدة و فتح الله لها قلوب الناس
و سافرت مرات و فتحت محلات في إندونيسيا و سيارت نقل
و كانت من الداعيات لله في النت و غيره و سمع بها الناس
و ناقشها الكثير و ترد بالحجة دفاعا عن الإسلام
و من أحدهم من بلاد بعيد قال لها لما لم تتزوجي بعد طلاقك
قالت أرعى أبنائي و أنشغلت عن الزوج بالدعوة و التجارة
فكرت قليلا و فهمت ما يريد و عرفت أنه صاحب دين
فقبلت أن تترك كل الدنيا و الثروة لله
و قالت سأفعل ذلك بلد آخر مسلم من بعض ما رزقنيه من ثقة في الله
و فهم في التجارة و قبلت الزواج منه لكي تنشر دعوة الخير هناك
هذه قصة حقيقية أعرف أطرافها
و لندعو لها جميعا بالستر و النجاح في كل مكان تذهب له
و أن يحفظها الله و أبنائها
و لكن أقول ما قاله ربنا عز و جل
{ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً
وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
فأ أتقي الله و من الثقة بالله يفتح لكِ أبواب رحمة واسعة و جمال و راحة
لن أتوقف على أخطائك فكلنا نخطي و لكن يجب أن نتوب
و أن نتطلع لرحمات تملأ الدنيا بفضل الله
هناك من ينتظرك فتاة مؤمنة طيبة النفس
تحملي معه دين الله في قلبيكما و عقولكما إلى الناس
لتسعدوا و تسعد بكم البشرية
السعادة تنتظرها فقط فتشي في نفسك
ثقي في ربك و ربنا معك و لن يتركم أعمالكم