الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه،
وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه،
من أمارة التوفيق للطاعة: الاستِعدادُ لها بعبادةٍ قبلَها،
ومن هديِ النبي - صلى الله عليه وسلم -:
الإكثارُ من صيام شعبان توطِيَةً لصيام أفضل الشُّهور،
قالَت عائشةُ - رضي الله عنها -:
[ ما رأيتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهرٍ أكثرَ منه صيامًا في شعبان ]
ومن كان يصومُ من أول شعبان فله أن يصومَ في نصفِه الأخير،
ولم يثبُت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في فضلِ شعبان شيءٌ
سِوى الإكثار من صومِه، وليست فيه ليلةٌ فاضِلةٌ لا في أولِه ولا مُنتصَفِه ولا آخرِه.
قال ابن رجب - رحمه الله -:
[ قيامُ ليلة النصف من شعبان لم يثبُت فيها شيءٌ
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابِه ]
وخيرُ الهديِ ما شرَعه نبيُّنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم -،
والمُوفَّقُ من جمعَ بين إخلاصِ العمل لله والاقتِداء بالنبي - عليه الصلاة والسلام .
ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل:
{ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا }
اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحق وبه كانوا يعدِلون:
أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين،
وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك وفضلِك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين،
واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان،
اللهم اصرِف عنهم الفتنَ ما ظهر منها وما بطَن،
اللهم وحِّد كلمتَهم وصفَّهم على الحق يا رب العالمين،
اللهم اصرِف عنهم شرَّ عدوِّك وعدوِّهم يا قوي يا عزيز.
اللهم انصُر المُستضعَفين من المسلمين في كل مكان،
اللهم كُن لهم مُعينًا ونصيرًا، ومُؤيِّدًا وظهيرًا،
اللهم وأدِر دوائِرَ السوء على عدوِّك وعدوِّهم يا قوي يا عزيز.
اللهم وفِّق إمامنا لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك،
ووفِّق جميعَ ولاة أمور المسلمين للعملِ بكتابك، وتحكيمِ شرعك يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم إنا نسألُك الإخلاصَ في القول والعمل.
{ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على آلائه ونعمه يزِدكم،
ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
للإستماع إلي الخطبة أو لتحميلها مكتوبة
