( ممَا جَاءَ عَنْ : رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍوعَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ رضى الله تعالى عنهم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( مَنْ وَلِيَ الْقَضَاءَ أَوْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ )
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ
وَ قَدْ رُوِيَ أَيْضًا مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
قَوْلُهُ ( مَنْ وُلِّيَ الْقَضَاءَ - التحذير من تبعة ولاية القضاء - )
بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ مِنَ التَّوْلِيَةِ
( أَوْ ) لِلشَّكِّ مِنَ الرَّاوِي
( جُعِلَ قَاضِيًا ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ : جَعَلَهُ السُّلْطَانُ قَاضِيًا
( فَقَدْ ذُبِحَ ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ
( بِغَيْرِ سِكِّينٍ ) قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ : الْمُرَادُ ذُبِحَ مِنْ حَيْثُ الْمَعْنَى ؛
لِأَنَّهُ بَيْنَ عَذَابِ الدُّنْيَا إِنْ رَشَدَ وَبَيْنَ عَذَابِ الْآخِرَةِ إِنْ فَسَدَ
و قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ : إِنَّمَا عَدَلَهُ عَنِ الذَّبْحِ بِالسِّكِّينِ
لِيُعْلَمَ أَنَّ الْمُرَادَ مَا يُخَافُ مِنْ هَلَاكِ دِينِهِ دُونَ بَدَنِهِ ، وَهَذَا أَحَدُ الْوَجْهَيْنِ ،
و الثَّانِي أَنَّ الذَّبْحَ بِالسِّكِّينِ فِيهِ إِرَاحَةٌ لِلْمَذْبُوحِ ، وَبِغَيْرِ السِّكِّينِ كَالْخَنْقِ ،
وَ غَيْرِهِ يَكُونُ الْأَلَمُ فِيهِ أَكْثَرَ فَذُكِرَ ؛ لِيَكُونَ أَبْلَغَ فِي التَّحْذِيرِ ،
ومِنَ النَّاسِ مَنْ فُتِنَ بِمَحَبَّةِ الْقَضَاءِ فَأَخْرَجَهُ عَمَّا يَتَبَادَرُ إِلَيْهِ الْفَهْمُ مِنْ سِيَاقِهِ
فَقَالَ : إِنَّمَا قَالَ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ لِيُشِيرَ إِلَى الرِّفْقِ بِهِ ،
وَلَوْ ذُبِحَ بِالسِّكِّينِ لَكَانَ أَشَقَّ عَلَيْهِ ، وَلَا يَخْفَى فَسَادُ هَذَا ، كَذَا فِي التَّلْخِيصِ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ )
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ،وَأَبُو دَاوُدَ،وَابْنُ مَاجَهْ وَالْحَاكِمُ،وَالْبَيْهَقِيُّ،
قَالَ الْحَافِظُ وَلَهُ طُرُقٌ ، وَأَعَلَّهُ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فَقَالَ هَذَا حَدِيثٌ لَا يَصِحُّ ،
ولَيْسَ كَمَا قَالَ ، وَكَفَاهُ قُوَّةً تَخْرِيجُ النَّسَائِيِّ لَهُ ،
وذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْخِلَافَ فِيهِ عَلَى سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
قَالَ : وَالْمَحْفُوظُ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ . انْتَهَى .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك