و ذلك بمساعدته في شأن ما يركب ، فتحمله أو تعينه في الركوب ،
أو ترفع له متاعه ، و هذا العمل الإنساني فيه صدقة وشكر ، لما فيه
تشميت العاطس : والبدء بالسلام ورده ، والباقيات الصالحات :
{ إليه يصعدُ الكَلِمُ الطِّيبُ والعملُ الصالحُ يرفعه }
وحسن الكلام مع الناس ، لأنه مما يفرح به قلب المؤمن ، ويدخل
فيه السرور، هو من أعظم الأجر .
والكلمة الطيبة بالتالي تشمل الذكر والدعاء ، والثناء على المسلم
بحق ، والشفاعة له عند حاكم ، والنصح والإرشاد على الطريق ،
وكل ما يسر السامع ويجمع القلوب ويؤلفها .
وفي ذلك مزيد الحث والتأكيد على حضور صلاة الجماعة والمشي
إليها لأعمار المساجد بالصلوات والطاعات ، كالاعتكاف والطواف ،
وحضور دروس العلم والوعظ .
وهي تنحية كل ما يؤذي المسلمين في طريقهم من حجر أو شوك أو
نجاسة ، وهذه الصدقة أقل مما قبلها من الصدقات في الأجر الثواب ،
ولو التزم كل مسلم بهذا الإرشاد النبوي ، فلم يرم القمامة والأوساخ
في غير مكانها المخصص لها ، وأزال من طريق المسلمين ما
يؤذيهم ، لأصبحت البلاد الإسلامية أنظف بقاع الأرض وأجملها على
صلاة الضحى تجزئ في شكر سلامة الأعضاء :
روى مسلم عن النبي - صلى الله عليه - و سلم قال :
( يُصْبِحُ على كلِّ سُلَامَى من أحدِكم في كلِّ يومٍ صدقةٌ ،
فله بكلِّ صلاةٍ صدقةٌ ، وصيامٍ صدقةٌ وحَجٍّ صدقةٌ ، وتسبيحةٍ صدقةٌ ،
وتكبيرةٍ صدقةٌ ، وتحميدةٍ صدقةٌ ،ويُجْزِيءُ أحدَكم من ذلك كلِّه رَكْعَتا الضُّحَى)
وأقلُّ صلاة الضحى ركعتان ، وأكثرها ثمان ، و يسن أن يسلم من
كل ركعتين ، و وقتها يبتدئ بارتفاع الشمس قدر رمح ،
حمد الله تعالى على نعمه شكر :
روى أبو داود والنسائي ، عن رسول الله صلى الله عليه سلم قال :
( أن العبد إذا قال في صباح يومه :
اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك ،
فمنك وحدك لا شريك لك ، فلك الحمد ولك الشكر
ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته )
إخلاص النية لله تعالى في جميع الصدقات :
إن خلوص النية لله تعالى وحده في جميع أعمال البر والصدقات
المذكورة في هذا الحديث وغيره شرط في الأجر والثواب عليها ،
} لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ
إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا }
ليس المراد من الحديث حصر أنواع الصدقة بالمعنى الأعم فيما ذكر
فيه ، بل التنبيه على ما بقي منها ، ويجمعها كل ما فيه نفع للنفس أو
وختاماً فإن هذا الحديث يُفيد إنعام الله تعالى على الإنسان بصحة بدنه
وتمام أعضائه ، وأن عليه شكر الله كل يوم على كل عضو منها ،
عمل المعروف ، وإشاعة الإحسان ، ومعاونة المضطر ، وحسن
المعاملة ، وإسداء البر ، ودفع الأذى ، وبذل كل خير إلى كل إنسان ،
بل إلى كل مخلوق ، وهذا كله من الصدقات المتعدية .
أنواع الذكر و التسبيح و التكبير و التحميد و التهليل والاستغفار،
و الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ، وتلاوة القرآن ،
و المشي إلى المساجد ، و الجلوس فيها لانتظار الصلاة أو لإستماع العلم و الذكر ،
اكتساب الحلال والتحري فيه ، و محاسبة النفس على ما سلف من أعمالها ،
و الندم و التوبة من الذنوب السالفة ، و الحزن عليها ،
و البكاء من خشية الله عز وجل ، و التفكير في ملكوت السماوات و الأرض ،