{ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ
نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا }
" الكبيرة السـادسة : الـسـّـحــر "
" قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم - 3 "
أنكر المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها ،
قالوا وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل ،
وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع
إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم ،
وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء
و قال المازري يرحمه الله :
و هذا كله مردود ، لأن الدليل قد قام على
صدق النبي صلى الله عليه و سلم
فيما يبلغه عن الله تعالى و على عصمته في التبليغ ،
والمعجزات شاهدات بتصديقه ، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل .
وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها
فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض ،
فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له
مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين ،
قال : وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث
أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن ،
وهذا كثيرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة .
قلت أي ابن حجر : وهذا قد ورد صريحا في رواية ابن عيينة
في الباب الذي يلي هذا ولفظه
" حتى كان يرى أنه يأتي النساء و لا يأتيهن "
" أنه يأتي أهله و لا يأتيهم "
فتح الباري 16 / 296