( الحديث الثامن و العشرون :
لزومُ السُّنَّة و إجتنابُ البِدَع )
1- صفات الموعظة المؤثرة :
أ- انتقاء الموضوع ب - البلاغة في الموعظة ج - عدم التطويل
د - اختيار الفرصة المناسبة و الوقت الملائم
2- صفات الواعظ الناجح 3- فضل الصحابة و صلاح قلوبهم
4- الوصية بالتقوى 5- الوصية بالسمع والطاعة
6- لزوم التمسك بالسنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين
عن أبي نَجيحٍ الْعِرْباضِ بنِ سارِيَةَ رضي اللهِ عنه قال :
وَعَظَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنها الْقُلُوبُ ،
و ذَرَفَتْ منها الْعُيُونُ ،
فَقُلْنا : يا رسول اللهِ ، كأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ ،
( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، و السَّمْعِ والطَّاعَةِ ، و إن تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ
عَبْدٌ ، فإنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافاً كَثِيراً ، فَعَليْكُمْ بِسُنَّتي
و سُنَّةِ الخُلفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ ،
و إيَّاكُمْ و مُحْدَثاتِ الأُمُورِ، فإنَّ كلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ )
هذا الحديث اشتمل على وصية أوصاها الرسول صلوات الله و سلامه
عليه لأصحابه وللمسلمين عامة من بعده ، و جمع فيها الوصية
بالتقوى لله عز وجل ، و السمع و الطاعة للحكام المسلمين ،
و في هذا تحصيل سعادة الدنيا و الآخرة . كما أوصى الأمة بما يكفل
لها النجاة والهدى إذا اعتصمت بالسنة و لزمت الجادة ،
و تباعدت عن الضلالات و البدع .
من الوعظ ، و هو التذكير بالعواقب .
جمع راشد ، و هو من عرف الحق واتبعه .
و هو آخر الأضراس الذي يدل ظهوره على العقل ، و الأمر بالعض
على السنة بالنواجذ كناية عن شدة التمسك بها .
الأمور المحدثة في الدين ، و ليس لها أصل في الشريعة .
البدعة لغة : ما كان مخترعاً على غير مثال سابق ،
و شرعاً : ما أُحدث على خلاف أمر الشرع و دليلِهِ .
حتى تكون الموعظة مؤثرة ، تدخل إلى القلوب ، وتؤثر في النفوس
فينبغي أن يعظ الناس ، و يذكرهم ويخوفهم بما ينفعهم في دينهم
و دنياهم ، بل ينتقي الموضوع بحكمة ودراية مما يحتاج إليه الناس
في واقع حياتهم ، ولا شك أن غالب خطب الجمع و الأعياد أصبحت
اليوم وظيفة تؤدي لا دعوة تُعْلَن و تُنْصَر ، فتسهم من غير قصد في
زيادة تنويم المسلمين ، و إيجاد حاجز كثيف بين منهج الإسلام ،
وواقع الحياة ومشاكل العصر .
و البلاغة في التوصل إلى إفهام المعاني المقصودة و إيصالها إلى
قلوب السامعين بأحسن صورة من الألفاظ الدالة عليها ، و أحلاها
لدى الأسماع و أوقعها في القلوب .
لأن تطويل الموعظة يؤدي بالسامعين إلى الملل والضجر، و ضياع
الفائدة المرجوة ، و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يقصر خطبه
و مواعظه و لا يطيلها ، بل كان يُبَلِّغ و يُوجِز ، ففي صحيح مسلم
عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنه قال :
( كنتُ أصلي مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فكانت صلاتُهُ قصدًا ،