الأخت / الملكة نور
الأربعين النووية
أبوابُ الخَير و مسالك الهدى
( 1- شدة اعتناء معاذ بالأعمال الصالحة 2- الأعمال سبب لدخول الجنة
3- الإتيان بأركان الإسلام
4- أبواب الخير " الصوم - الصدقة - صلاة الليل"
5- رأس الأمر وعموده وذروة سَنَامه 6- ملاك الأمر كله حفظ اللسان
7- أفضل أعمال البر بعد الفرائض )
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
( قلت: يا رسول الله ، أخبرني بعمل يدخلني الجنَة و يُبَاعِدُني عن النار .
قال : لقد سألتَ عن عظيمٍ ، و إنه ليسيرٌ على من يَسَّرَهُ اللهُ تعالى عليه :
تَعْبُدُ الله لا تُشركُ به شيئاً ، و تُقيمُ الصلاة ، و تُؤتي الزكاةَ ،
و تصومُ رمضانَ ، و تَحجُّ البيتَ .
ثم قال : ألا أَدُلُّكَ على أبْوَابِ الخير؟
الصومُ جُنَّةٌ ، و الصدقةُ تُطفىء الخطيئة كما يُطفىء الماءُ النارَ،
و صلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا :
{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ } - حتى بلغ - { يَعْمَلُونَ }
ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده و ذِروة سَنَامِهِ ؟
قال : رأس الأمر الإسلامُ ، وعَمُوده الصلاةُ ، و ذِروة سَنَامه الجهاد
ثم قال : ألا أخبرك بِمِلاكَ كلِّهِ ؟
فأخذ بلسانه وقال : كفَّ عليك هذا
قلت : يا نبي الله ، و إنَّا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ !
فقال : ثَكِلتكَ أمُّكَ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم –
أو قال : على مناخِرِهم - إلا حصائد ألسنتهم )
[ رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح ]
" الصوم جنة " : الصوم وقاية من النار .
" الصدقة تطفىء الخطيئة " : أي تطفىء أثر الخطيئة فلا يبقى لها أثر .
" جوف الليل " : وسطه ، أو أثناؤه .
" تتجافى" : ترتفع و تبتعد .
" عن المضاجع " : عن الفُرُشِ و المراقد .
" ذروة سَنَامه " : السَّنَام : ما ارتفع من ظهر الجمل ،
و الذروة : أعلى الشيء، و ذروة سنام الأمر : كناية عن أعلاه .
" ثكلتك أمك " : هذا دعاء بالموت على ظاهره ، و لا يُراد وقوعه ،
بل هو تنبيه من الغفلة و تعجب للأمر .
" يَكُبُّ " : يُلْقي في النار .
" حصائد ألسنتهم " : ما تكلمت به ألسنتهم من الإثم .
شدة اعتناء معاذ بالأعمال الصالحة :
إن سؤال معاذ رضي الله عنه يدل على شدة اعتنائه بالأعمال الصالحة ،
و اهتمامه بمعرفتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
كما يدل على فصاحته و بلاغته ، فإنه سأل سؤالاً وجيزاً و بليغاً ،
و قد مدح النبي صلى الله عليه و سلم سؤاله وعجب من فصاحته حيث قال :
الأعمال سبب لدخول الجنة :
وقد دل على ذلك قول معاذ :
( أخبرني بعمل يدخلني الجنة )
{ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }
وأما قول النبي عليه الصلاة والسلام :
( لن يَدخلَ الجنة أحدُكم بعمله )
فمعناه أن العمل بنفسه لا يستحق به أحد الجنة ،
و إنما لا بد مع العمل من القبول ،
و هذا يكون بفضل ورحمةٍ من الله تعالى على عباده .
أجاب النبي صلى الله عليه و سلم معاذاً عن سؤاله ،
بأن توحيد الله و أداء فرائض الإسلام : الصلاة و الزكاة والصيام و الحج ،
هي العمل الصالح الذي جعله بمنه و إحسانه و رحمته سبباً لدخول الجنة ،
و قد مر في شرح الحديث الثاني و الثالث أن هذه الأركان الخمس
هي دعائم الإسلام التي بني عليها فأنظرهما .
و في رواية ابن ماجه : " أبواب الجنة " .
وقد دلَّ النبي صلى الله عليه و سلم معاذاً على أداء النوافل بعد استيفاء
أداء الفرائض ، ليظفر بمحبة الله ،
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه ،
و لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ )