الأخت / بنت الحرمين الشريفين
نتكلم هنا عن الظل في الآخرة وتنويعاته كذلك؛ في الجنة والنار،
والفروق بين هذه الظلال كلها :
الرجاء فتح الملف المرفق للمعرفة والاستفادة
أولا ً: الظل في جنة النعيم :
الظل في الجنة نعيم من النعيم، يستروح المؤمن فيه رَوْح الرضوان،
ويجد فيه منة الرحمن، ويفيء فيه مستمتعًا بالعين الجارية،
والسكينة التي لا تقطعها لا غية، والآنسات المائسات، والنفوس الطاهرات،
ورضوان من الله أكبر، وبهذا الظل ينسى به حرور الدنيا، ولأواءها،
وعناءها؛ اللهم لا تحرمناه يا كريم, ومن خصائصه:
- أنه جزء من النعيم الحسي لأهل الجنة :
{ هُمْوَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ }
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِيظِلَالٍ وَعُيُونٍ }
وجزء من النعيم لما ذكره الرحمن الرحيم على سبيل المن والتشويق.
- وأنه ظل ممدود طويل : أي دائم لا تنسخه الشمس؛
والعرب تقول للشيء الذي لا ينقطع : ممدود .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة, عنه صلى الله عليه وسلم:
( إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها )
{ لَّهُمْ فِيهَاأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِـلاًّ ظَلِيلاً }
مبالغة في الحماية، والنعمة،
وكناية عن غضارة العيش ووفرته.
[ (ظليلًا) كثيفًا لا شمس فيه ] .
[ وصفبأنه ظليل لأنه لا يدخله ما يدخل ظل الدنيا من الحر والسَّموم ونحو ذلك ] .
- وأنه ظل دائم : ككل نعيم الدنيا وبركاتها :
{ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا }
أي إن ثمرها لا ينقطع، وظلها لا يزول. فهو لا ينسخ، ولا ينسلخ،
ولا يضمحل، ولا يتدرج، بل هو دائم، لكن غير مملول، ولا مستغنىً عنه!
{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْقُطُوفُهَا تَذْلِيلاً }
فلا يُعنِّي المؤمن نفسه طلبًا لظل،
أو هربًا من حر! بل هو ككل ما في الجنة متاح مباح!
- وأنه خالٍ من أية حرارة أو أذىً؛
كما قال تعالى حكاية عن آدم في الجنة :
{ إِنَّ لَكَ أَلَّاتَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى {118} وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَاوَلَا تَضْحَى }
كما قال القرطبي رحمه الله في تفسيرها .
[ ومعنى لا تضحى : أي لا تبرز للشمس فتجد حرها ؛
إذ ليس في الجنة شمس ، إنما هو ظل ممدود ،
كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، ]
- وأنه لا يقارن بحرور النار وجحيمها :
{ وَمَايَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ {19} وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَاالنُّورُ {20}
وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ {21} وَمَا يَسْتَوِيالْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ }
وبضدها تتميز الأشياء، ويعرف الفضل .
وحسب ظل الجحيم أن أهل النار يتعوذون منه ،
ويطول تأذيهم به (جزاء وفاقًا) .
- وأنها ظلال تجمع الرجل وأهله جميعًا
- أو الرجل وأشباهه وأحبابه
{ هُمْوَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ }
فالمؤمن من أبنائه وأهله ووالديه، ومن على شاكلته من أهل الإيمان،
على سرر متقابلين؛ لا يمسهم فيها نصب، وما هم منها بمخرجين،
اللهم لا تحرمنا مجالسهم يا منان يا جواد يا عظيم .