عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-05-2013, 02:46 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

- وتشكل هذه الظلال -مع منظومة بصرية أخرى- لوحة فردوسية بديعة ،
مريحة للنفس والعين:
الظلال، والكثافة، والدنو، والأرائك، والعيون, والأنهار الجارية،
وألوان الثمار الدانية، والأشجار الضخمة، والقطوف المتدلية،
والتجمع الإنساني المنعم.
كما تتناغم تمامًا
- بسلامها وروعتها وبهجتها
- مع طبيعة النفس المطمئنة، الجميلة بخلوها من الغل، وأدران الدنيا كلها،
ليكون الإنسان كائنًا راضيًا مرضيًا بحق ؛
فا للهم لا تحرمنا يا منان يا جواد يا عظيم !
الظل في النار
وعلى عكس ظلال الجنة التي هي من النعيم، فإن ظلال الجحيم من يحموم،
ومن العذاب الذي لا يحتمل، نعوذ بالله من النار،
وقد ذكر القرآن صفات هذا الظل بشكل مروع رهيب،
فإذا كان ظل الجنة جزْءًا من نعيمها،
فإن ظل الحجيم جزء من بلائها وعذابها.
وهذه بعض التنويعات القرآنية لظل النار، نعوذ بالله من النار:
- ظل الجحيم عذاب :
{ وَظِلٍّ مِّنيَحْمُومٍ {43} لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ }
[ الواقعة : 43 – 44 ]
قال الإمام القرطبي :
[ اليحموم في اللغة : الشديد السواد، وهو يفعولٌ؛ من الحم،
وهو الشحم المسود باحتراق النار.
وقيل : هو المأخوذ من الحَمم وهو الفحم.
وقال الضحاك: النار سوداء، وأهلها سود، وكل ما فيها أسود!
ليس طيب الهبوب، ولا حسن المنظر!
وكفى باسم اليحموم تنفيرًا وإزعاجًا للروح. نعوذ بالله من النار. ]
- ولأهل النار ظلان لا ظل واحد :
من فوقهم، ومن أسفل منهم؛ مضاعفة لعذابهم:
{ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِنتَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ }
[ الزمر : 16 ]
وقال تعالى قال :
{ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْغَوَاشٍ }
[ الأعراف : 41 ]
وقال سبحانه :
{ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنفَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ
وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْتَعْمَلُونَ }
[ العنكبوت : 55 ] .
وتخيل الظل اليحمومي من أعلى ومن أسفل (يحيط بأهل النار)
حيث لا يدع لهم راحة للحواس، ولا بردًا للبدن، ولا عافية للروح !
- وهو ظل متشعب شامل :
فليس ساكنًا باردًا هادئًا؛ بل متحركًا صاخبًا عنيفًا منتشرًا :
{ انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ {30} لَا ظَلِيلٍوَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ }
[ المرسلات :30 - 31 ]
أي لا يفيد فائدة الظل؛ في كونه واقيًا عن الحر.
قال الإمام القرطبي في تفسيره:
[ أي دخانٍ ذي ثلاث شعب، يعني الدخان الذي يرتفع،
ثم يتشعب إلى ثلاث شعب - وكذلك شأن الدخان العظيم إذا ارتفع تشعب -
ثم وصف الظل فقال : لا ظليل : أي ليس كالظل الذي يقي حر الشمس،
ولا يغني من اللهب، أي لا يدفع من لهب جهنم شيئًا.
واللهب ما يعلو على النار إذ اضطرمت من أحمر وأصفر وأخضر.
نعوذ بالله من النار وعذابها وجحيمها وظلها ودخانها ! ]
- وتتناغم هذه الصورة الحسية البشعة
- من الظلمة واللهب الأسود وظل اليحموم من أعلى أهل النار
وأسفلهم وشعبه الثلاث المرعبة
- وحالة الاختناق، مع الحالة النفسية لأهل النار، والآهات،
والاستغاثة بملك الموت
أن يعجل بقبض أرواحهم، وصراخهم، وسوء حالهم، وندمهم،
والجؤار أن يرجعوا للدنيا؛ ليعملوا صالحًا غير الذي كانوا يعملون.
ولات حين مناص! نعوذ بالله من النار.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



رد مع اقتباس