كل اسم من أسماء الله متضمن لصفة وليست كلُّ صفةٍ متضمنةً ٌلإسم
ومن فوائدها إثْبَات الرضى لله؛ لقوله :
{ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ }
والرضا صفة من صفات الله الفعلية؛
لأنه متعَلِّق بمشيئته، وكلُّ وصف يتعلق بمشيئة الله ..
فإنَّه يسمى عند أهل السُّنَّة صِفَةً فعلية، وكلُّ وصْفٍ معلَّقٍ بسبب
فإنَّه مِن الصفات الفعلية؛ لأنه يوجد عند وجود السَّبب،والحَقُّ أنَّ الرِّضَا
صفةٌ حقيقِيَّة لله عز وجل كالفرح والعَجَب والضَّحِك وما أشبه ذلك.
المصدر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
قد دلت سورة الزمر على أهمية الإخلاص في أربع آيات:
{ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
{ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ }
{ قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي ... }
هذه الآيات الأربع من السورة فيها بيان أهمية الإخلاص في توحيد العبادة ،
وكما نرى أن الأمر بالإخلاص جاء مشفوعاً بالأمر بالعبادة،
لأن الإخلاص هو روح العبادة وعمودها الذي تقوم عليه ،
فالعبادة بدون إخلاص عبادة مردودة على صاحبها لأنها لم توجه
إلى الله ـ وحده ـ لا شريك له ، ومتى شاب العبادة قصد غير الله ـ تعالى ـ
اعتبرت لاغية لا قيمة لها ، ولا فائدة منها سوى التعب لصاحبها لأن الله
لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه.
فالآيات الأربع دلت على وجوب الإخلاص في العبادة.
هو إفراد الحق سبحانه بالقصد في الطاعة وقيل :
تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين .
وقيل : الإخلاص استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن .
وقال بعضهم : الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدا غير الله
وقيل تصفية العمل من كل شوب .أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب
إرادات النفس : إما طلب التزين في قلوب الخلق وإما طلب مدحهم والهرب
من ذمهم أو طلب تعظيمهم أو طلب أموالهم أو خدمتهم ومحبتهم
وقضائهم حوائجه أو طلب محبتهم له أو غير ذلك من العلل والشوائب
التي عقد متفرقاتها : هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان .
فعلى الإنسان أن يجتهد في تحقيق الإخلاص في أقواله وأفعاله
التي يتقرب بها إلى الله ـ جل وعلا ـ وأن يحاول جاهداً أن يربي نفسه
ويعودها الأخذ بالإخلاص في جميع أعماله إذ الإخلاص من أشق الأشياء
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
[ ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي لأنها تنقلب عليَّ ]
ولا يفوتنا أن نذكر كلمة لابن القيم وضعها رحمه الله كنبراس
لتحقيق الإخلاص في القلب قال رحمه الله تعالى :
[ لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس
إلا كما يجتمع الماء والنار ،والضب والحوت فإذا حدثتك نفسك بطلب
الإخلاص ، فاقبل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس،
وأقبل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة ،
فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص ]
المراجع ( كتاب مباحث العقيدة في سورة الزمر )
مدارج السالكين لابن القيم
