( ممَا جَاءَ فِي : الْقَاضِي
لَا يَقْضِي بَيْنَ الْخَصْمَيْنِ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَهُمَا )
حَدَّثَنَاهَنَّادٌ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ عَنْ زَائِدَةَ
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ حَنَشٍ رضى الله تعالى عنهم
عَنْ عَلِيٍّ رضى الله تعالى عنه قَالَ
قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( إِذَا تَقَاضَى إِلَيْكَ رَجُلَانِ فَلَا تَقْضِ لِلْأَوَّلِ
حَتَّى تَسْمَعَ كَلَامَ الْآخَرِ فَسَوْفَ تَدْرِي كَيْفَ تَقْضِي )
قَالَ عَلِيٌّ رضى الله تعالى عنه
[ فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا بَعْدُ ]
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .
قَوْلُهُ : ( عَنْ حَنَشٍ)
بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالنُّونِ الْخَفِيفَةِ هُوَ ابْنُ الْمُعْتَمِرِ الْكِنَانِيُّ الْكُوفِيُّ صَاحِبُ عَلِيٍّ،
قَالَ الْحَافِظُ : صَدُوقٌ لَهُ أَوْهَامٌ
( إِذَا تَقَاضَى إِلَيْكَ رَجُلَانِ ) أَيْ : تَرَافَعَ إِلَيْكَ خَصْمَانِ
( فَلَا تَقْضِ لِلْأَوَّلِ ) أَيْ : مِنَ الْخَصْمَيْنِ ، وَهُوَ الْمُدَّعِي
( حَتَّى تَسْمَعَ كَلَامَ الْآخَرِ ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْحَاكِمَ لَا يَقْضِي عَلَى غَائِبٍ ،
وذَلِكَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا مَنَعَهُ مِنْ أَنْ يَقْضِيَ لِأَحَدِ الْخَصْمَيْنِ
ـ وَهُمَا حَاضِرَانِ ـ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ الْآخَرِ ، فَفِي الْغَائِبِ أَوْلَى بِالْمَنْعِ ،
وذَلِكَ لِإِمْكَانِ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْغَائِبِ حُجَّةٌ تُبْطِلُ دَعْوَى الْآخَرِ وَتَدْحَضُ حُجَّتَهُ ،
قَالَ الْأَشْرَفُ : لَعَلَّ مُرَادَ الْخَطَّابِيِّ بِهَذَا الْغَائِبِ الْغَائِبُ عَنْ مَحَلِّ الْحُكْمِ فَحَسْبُ
دُونَ الْغَائِبِ إِلَى مَسَافَةِ الْقَصْرِ ،
فَإِنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْغَائِبِ إِلَى مَسَافَةِ الْقَصْرِ جَائِزٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ
( فَسَوْفَ تَدْرِي كَيْفَ تَقْضِي ) وفِي رِوَايَةِأَبِي دَاوُدَ فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَكَ الْقَضَاءُ
( فَمَا زِلْتُ قَاضِيًا بَعْدُ ) أَيْ : بَعْدَ دُعَائِهِ وَتَعْلِيمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
والْحَدِيثُ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، هَكَذَا مُخْتَصَرًا ،
وَرَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ هَكَذَا : بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ فَقُلْتُ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ بَعَثْتَنِي ، وَأَنَا شَابٌّ أَقْضِي بَيْنَهُمْ ، وَلَا أَدْرِي مَا الْقَضَاءُ ؟
قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ فِي صَدْرِي ،
ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه و سلم :
( اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ وَ ثَبِّتْ لِسَانَهُ )
قَالَ فَمَا شَكَكْتُ بَعْدُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ و رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ نَحْوَ ذَلِكَ .
قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ )
وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَابْنُ مَاجَهْ وَنَقَلَ الْمُنْذِرِيُّ تَحْسِينَ التِّرْمِذِيِّ وَأَقَرَّهُ .
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك