فما السر في بين رفع العمل والصيام
قالوا لان الصائم متلبس بطاعة (اللهم ذكرنا بك فلا ننساك).
فالإنسان في الصلاة إذا كبر تكبيرة الإحرام حرم عليه الأكل والشرب والكلام
الخارج عن الصلاة حتى يسلم و التسليم هو التحليل فإذا سلم حل له كل شيء
فكذلك الصائم إذا نوى الصوم حرم عليه الأكل والشرب والجماع
فإذا أذن المغرب حل له كل شيء كذلك الحاج إذا دخل في النسك
حرم عليه لبس المخيط وقص الشعر والاضافر التطيب والجماع إلى أخره
فإذا تحلل حل له كل شيء فهذه حالات يكون حال العبد فيها أنه مقبل على الله
بكليته لذلك فالأمة في هذا الزمان تصوم صوم لا قيمة له
لأنهم يظنون إن المقصود بالصيام تجويع الجسد بالامتناع عن الأكل والشرب
والجماع وانتهى الأمر لا وربي فالصيام المطلوب هو الذي يحقق التقوى
أن تعيش العبادة أن تعيش من الفجر إلى المغرب وأنت بين يدي الله عابد
فان لم تكن عابدا فأنت لاه والله لا يقبل العبادة من ساه لاهي
(اللهم أحي قلوبنا) المقصود أنه إذا كان الصائم عابدا حضر قلبه
واقشعر جسمه و خشعت نفسه واقبل بكليته على الله
و خصوصا قبل والمغرب و بعد العصر فانه يزداد إخباته و يزداد خشوعه
فانه إذا رفع العمل في هذا الوقت وهو صائم خاشع خاضع ذليل
مقبل على ربه منكسر فهذا حري أن يقبل عمله والعمل يرفع في شعبان
فإياك إن تترك صيام شعبان (اللهم أعنا على صيام شعبان)
السر الثاني من أسرار الصيام في شعبان
لما سئل عنه رسول الله قال
( هذا شهر بين رجب ورمضان يغفل عنه كثير من الناس
فأحب أن أحييه بالصيام فيه دليل على استحباب إحياء الأوقات
المغفول عنها بالطاعة )
حين تجد الناس في غفلة في مكان ليس فيه لله ذاكر فهو مكان يكرهه الله
والأسواق هي مكان الغفلة
قال صلى الله عليه وسلم
( أحب بقاع الأرض إلى الله المساجد وابغض بقاع الأرض الى الله الأسواق )
لأنها أمكان غفلة لذلك جعل للذاكر في السوق ثوابا ليس للذاكر في أي مكان
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا دخل أحدكم السوق فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنه )
[ وهو حديث حسن صححه الألباني ]
و قد ضعفه آخرون شيك بمليون حسنه قابل للصرف الفوري
لأنه من الملك الذي لا حرج على فضله و يرزق من يشاء بغير حساب
هكذا الذاكر في غفلة الناس له أجر عظيم (اللهم ذكرنا بك فلا ننساك) .
ففي شعبان يشتغل الناس بالاستعداد لرمضان
فهم في غفلة لتجهيز المأكولات والمشروبات فهذه المشاغل في وسطها
يستعد المؤمن لاستقبال رمضان أن يصوم شعبان
كان وهيف بن الورد إذا دخل شعبان أقفل دكانه وأقبل على مصحفه
فتلي القرآن و كذلك ثبت هذا عن قيس الإملائي
كان إذا دخل شعبان ترك تجارته وأقبل على عبادة الله
فمن هنا أصبح ضرورة الاستعداد بدورة مكثفة قصيرة
لصيام رمضان في شعبان.
السبب الثالث
هو أن صيام شعبان وست من شوال كهيئة السنن القبلية والبعديه للصلاة
فأحب الأعمال إلى الله هي الفرائض وأحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض
ما كان يحف بها قريبا منها ولذا سن الرسول صلى الله عليه و سلم
السنن الرواتب أثنا عشرة ركعة في اليوم والليلة فأفضل الطاعات
ما كان يحف بالفرض فكان صيام شعبان بمثابة ألسنه القبلية
وهذه السنن تجبر النقص إلي يحصل في رمضان
قال صلى الله عليه وسلم من حديث طلحه
( لا يقولن أحدكم صمت رمضان كله و لا قمت رمضان كله )
قال راوي الحديث فلا أدري اكره رسول الله التزكية أم لا بد للعبد من نقص .
فالمقصود أن صيام شعبان لرمضان بمثابة ألسنه القبلية
يعالج ما فيه من خلل و يسد ما فيه من نقص.
كل عام وانتم بخير
اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان
خادم الإسلام
الفقير إلى الله عبد العزيز