( ممَا جَاءَ فِي : إِمَامِ الرَّعِيَّةِ )
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ قَالَ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاوِيَةَ رضى الله تعالى عنهما
إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ
( مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَ الْخَلَّةِ وَ الْمَسْكَنَةِ
إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَ حَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ )
فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلًا عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ عُمَرَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ
وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ يُكْنَى أَبَا مَرْيَمَ حَدَّثَنَاعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ
عَنْ أَبِي مَرْيَمَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ
وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ شَامِيٌّ وَبُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ كُوفِيٌّ
وَأَبُو مَرْيَمَ هُوَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ
قَوْلُهُ : ( قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ)
فِي التَّقْرِيبِ : عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ أَبُو طَلْحَةَ ،
أَوْ أَبُو مَرْيَمَ صَحَابِيٌّ مَاتَ بِالشَّامِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ . انْتَهَى ،
وقَالَ صَاحِبُ الْمِشْكَاةِ : عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ ـ يُكَنَّى أَبَا مَرْيَمَ ـ الْجُهَنِيُّ ،
وَقِيلَ الْأَزْدِيُّ شَهِدَ أَكْثَرَالْمُشَاهَدِ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( وَ مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَذَوِي الْحَاجَةِ وَ الْخَلَّةِ عقوبته وَ الْمَسْكَنَةِ )
أَيْ : يَحْتَجِبُ وَيَمْتَنِعُ مِنَ الْخُرُوجِ عِنْدَ احْتِيَاجِهِمْ إِلَيْهِ ،
وَالْخَلَّةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ الْحَاجَةُ وَالْفَقْرُ .
فَالْحَاجَةُ وَالْخَلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أَلْفَاظٌ مُتَقَارِبَةٌ ، وَإِنَّمَا ذَكَرَهَا لِلتَّأْكِيدِ وَالْمُبَالَغَةِ
( إِلَّا أَغْلَقَ اللَّهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ ) أَيْ :
أَبْعَدَهُ وَمَنَعَهُ عَمَّا يَبْتَغِيهِ مِنَ الْأُمُورِ الدِّينِيَّةِ ،
أَوِ الدُّنْيَوِيَّةِ فَلَا يَجِدُ سَبِيلًا إِلَى حَاجَةٍ مِنْ حَاجَاتِهِ الضَّرُورِيَّةِ ،
قَالَ الْقَاضِي : الْمُرَادُ بِاحْتِجَابِ الْوَالِي أَنْ يَمْنَعَ أَرْبَابَ الْحَوَائِجِ وَالْمُهِمَّاتِ
أَنْ يَدْخُلُوا عَلَيْهِ فَيَعْرِضُوهَا لَهُ وَيُعَسِّرَ عَلَيْهِمْ إِنْهَاءَهَا ،
واحْتِجَابُ اللَّهِ تَعَالَى : أَنْ لَا يُجِيبَ دَعْوَتَهُ ، وَيُخَيِّبَ آمَالَهُ . انْتَهَى .
قَوْلُهُ : ( و فِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ)
أَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ عَنْهُ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : كُلُّكُمْ رَاعٍ الْحَدِيثَ
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ )
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ، وَالْبَزَّارُ .
قَوْلُهُ : ( عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُخَيْمِرَةَ)
بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَسُكُونِ التَّحْتِيَّةِ ، وَكَسْرِ الْمِيمِ
( عَنْ أَبِي مَرْيَمَ)هُوَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْمَذْكُورُ
( نَحْوَ هَذَا الْحَدِيثِ بِمَعْنَاهُ ) أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : إِنَّ سَنَدَهُ جَيِّد >
اللهم صلى و سلم و بارك علي عبدك و رسولك