الحمد لله بارِئ النَّسَم، ومُحيِي الرِّمَم، أحمده على ما أولَى من الفضل والكرَم،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
والصدقةُ أفضلُ من حجِّ التطوُّع وعمرة التطوُّع إذا كان ثمَّ رحِمٌ مُحتاجة،
أو زمن مجاعَة، أو كان هناك مُسلمون مُضطرُّون إلى صدقته،
ومُحتاجُون إلى نفقَته، في أصحِّ أقوال الفقهاء.
[ خرج عبد الله بن المبارك مرةً إلى الحجِّ، فرأَى جاريةً تأخذ طائرًا ميتًا
قد أُلقِي على مزبَلة، فسألَها.
فقالت: أنا وأختي ها هنا، ليس لنا قُوتٌ إلا ما يُلقَى على هذه المزبَلة.
فأمرَ ابنُ المبارك بردِّ الأحمال، وأعطاها نفقَة حجِّه وقال:
"هذا أفضلُ من حجِّنا في هذا العام"، ثم رجَع]
وسُئِل الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: أيحجُّ نفلاً أم يصِلُ قرابتَه ؟
قال: إن كانوا مُحتاجِين يصِلُهم أحبُّ إليَّ.
وقال: يضعُها في أكبادٍ جائعة أحبُّ إليَّ وظاهرُه العموم في القرابَة وغيرهم.
في المُجاهِدين والمُشرَّدين واللاجِئين والمنكوبِين والفقراء والمعدُومين من المسلمين،
وها أنتم ترَون ما يحِلُّ بإخوانكم في الشام وفي بُورما
وغيرهما من الظلَمة المُعتدين. والحالةُ في الدلالة أبلغُ من المقالة.
كتبَ الله نصرَهم، وأخذَ عدوَّهم.
النفوسُ تترقَّبُ هلالَ الشهر الكريم،
بلَّغنا الله وإياكم بمنِّه وكرمِه شهرَ رمضان المُبارَك. فليكُن شهرُ رمضان عنوان توبتِكم،
وإشراقَ أوبَتكم، وليكُن حاملاً لكم على نبذِ القطيعة، وإنهاء الخُصومة،
وتصافَحوا يذهبُ الغلُّ والحقدُ، وتسامَحوا تزولُ الكراهيةُ والعداوة،
ويحلُّ الحبُّ والوُدُّ والصفاء والوِصال، في أُسَركم ومُجتمعاتكم.
وخيرُكم الذي يبدأُ بالسلام، ويأمرُ بالوِئام.
ثم صلُّوا وسلِّموا على أحمدَ الهادي شفيعِ الورَى طُرًّا؛
فمن صلَّى عليه صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا.
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ،
وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة، أصحاب السنة المُتَّبعة:
أبي بكر، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الآل والصحابة أجمعين،
ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين،
وعنا معهم بمنِّك وكرمِك وجُودِك وإحسانِك يا رب العالمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين،
وانصُر عبادكَ المُوحِّدين، ودمِّر الطُّغاةَ والظلَمة والمُعتَدين يا رب العالمين.
اللهم عليك باليهود الغاصِبين، والصهاينة الغادرين يا رب العالمين.
اللهم انصُر إخواننا في فلسطين عليهم عاجلاً يا كريم يا رب العالمين.
اللهم انصُر المُجاهدين في الشام،
اللهم انصُر المُجاهدين في الشام،
اللهم انصُرهم على أعداء السنَّة،
اللهم انصُرهم على أعداء السنَّة،
اللهم انصُرهم على أعداء الصحابة،
اللهم انصُرهم على الكفَرة الحاقِدين يا رب العالمين.
اللهم تقبَّل موتاهم في الشهداء، وداوِ جرحَاهم، واشفِ مرضاهم يا سميع الدعاء.
اللهم ما انقطَع الرجاءُ إلا منك، وخابَت الظُّنُون إلا فيك، وضعُف الاعتمادُ إلا عليك،
اللهم عجِّل بنصرهم وتفريج كروبهم، ودحر عدوِّهم يا رب العالمين.
اللهم مُنَّ على جميع أوطان المسلمين بالأمن والاستقرار يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى،
وخُذ بناصِيته للبرِّ والتقوى،
اللهم وفِّقه ووليَّ عهده لما فيه العزُّ الإسلام وصلاح المسلمين يا رب العالمين.
اللهم اشفِ مرضانا، وعافِ مُبتلانا، وفُكَّ أسرانا، وارحم موتانا،
وانصُرنا على من عادانا يا رب العالمين.
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
فاذكروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكروه على نعمه يزِدكم،
ولذِكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنَعون .
