حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ أَبِيهِ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه قَالَ
( لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
الرَّاشِيَ وَ الْمُرْتَشِيَ فِي الْحُكْمِ )
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله تعالى عنهما
وَ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ/ رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وأم المؤمنين أمنا السيدة / أُمِّ سَلَمَةَ / رضى الله تعالى عنهاَ
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه
وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رضى الله تعالى عنهما
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله تعالى عنهما
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرُوِيَ
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ رضى الله تعالى عنهما
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَصِحُّ
قَالَ وَسَمِعْت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رضى الله تعالى عنهما
يَقُولُ: حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله تعالى عنهما
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنُ
شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَصَحُّ
هُوَ دَافِعُ الرِّشْوَةِ وَالْمُرْتَشِي آخِذُهَا
قَوْلُهُ) : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ )
فِي الْحُكْمِ ) زَادَ فِي حَدِيثِ ثَوْبَانَ ، وَالرَّائِشَ يَعْنِي : الَّذِي يَمْشِي بَيْنَهُمَا
رَوَاهُ أَحْمَدُ قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ فِي النِّهَايَةِ : الرِّشْوَةُ وَالرُّشْوَةُ الْوَصْلَةُ
إِلَى الْحَاجَةِ بِالْمُصَانَعَةِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الرِّشَا الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الْمَاءِ
فَالرَّاشِي مَنْ يُعْطِي الَّذِي يُعِينُهُ عَلَى الْبَاطِلِ
والْمُرْتَشِي الْآخِذُ وَالرَّائِشُ الَّذِي يَسْعَى بَيْنَهُمَا يَسْتَزِيدُ لِهَذَا
أَوْ يَسْتَنْقِصُ لِهَذَا .
فَأَمَّا مَا يُعْطَى تَوَصُّلًا إِلَى أَخْذِ حَقٍّ ،
أَوْ دَفْعِ ظُلْمٍ فَغَيْرُ دَاخِلٍ فِيهِ .
رُوِيَ أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رضى الله تعالى عنه أُخِذَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِي شَيْءٍ فَأَعْطَى
دِينَارَيْنِ حَتَّى خُلِّيَ سَبِيلُهُ
ورُوِيَ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَئِمَّةِ التَّابِعِينَ قَالُوا : لَا بَأْسَ أَنْ يُصَانِعَ
الرَّجُلُ عَنْ نَفْسِهِ ، وَمَالِهِ إِذَا خَافَ الظُّلْمَ . انْتَهَى كَلَامُ ابْنِ الْأَثِيرِ
وفِي الْمِرْقَاةِ شَرْحِ الْمِشْكَاةِ قِيلَ : الرِّشْوَةُ مَا يُعْطَى لِإِبْطَالِ حَقٍّ
أَوْ لِإِحْقَاقِ بَاطِلٍ . أَمَّا إِذَا أَعْطَى لِيُتَوَصَّلَ بِهِ إِلَى حَقٍّ - الرشوة - ،
أَوْ لِيَدْفَعَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ ظُلْمًا فَلَا بَأْسَ بِهِ ، وكَذَا الْآخِذُ إِذَا أَخَذَ لِيَسْعَى
فِي إِصَابَةِ صَاحِبِ الْحَقِّ - الرشوة - فَلَا بَأْسَ بِهِ
لَكِنَّ هَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ فِي غَيْرِ الْقُضَاةِ وَالْوُلَاةِ
لِأَنَّ السَّعْيَ فِي إِصَابَةِ الْحَقِّ إِلَى مُسْتَحِقِّهِ وَدَفْعِ الظُّلْمِ عَنِ الْمَظْلُومِ وَاجِبٌ
عَلَيْهِمْ فَلَا يَجُوزُ لَهُمْ الْأَخْذُ عَلَيْهِ
قَالَ الْقَارِي : كَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ الْمَلِكِ ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ كَلَامِ الْخَطَّابِيِّ
إِلَّا قَوْلَهُ وَكَذَا الْآخِذُ - وَهُوَ بِظَاهِرِهِ يُنَافِيهِ حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ مَرْفُوعًا
مَنْ شَفَعَ لِأَحَدٍ شَفَاعَةً فَأَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً عَلَيْهَا فَقَبِلَهَا فَقَدْ أَتَى بَابًا عَظِيمًا
مِنْ أَبْوَابِ الرِّبَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ . انْتَهَى قَوْلُهُ
وفِي الْبَابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضى الله تعالى عنهما
) أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ )
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ : إِسْنَادُهُ لَا مَطْعَنَ فِيهِ
( وَ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها عنها ..إِلَخْ )
قَالَ الْحَافِظُ فِي التَّلْخِيصِ مُخَرِّجًا أَحَادِيثَ الْبَابِ :
أمَّا حَدِيثُ أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ/ رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وأم المؤمنين أمنا السيدة / أُمِّ سَلَمَةَ / رضى الله تعالى عنهاَ
فَيُنْظَرْ مَنْ أَخْرَجَهُمَا ( وَابْنِ حَدِيدَةَ ) كَذَا فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ
قَالَ فِي أُسْدِ الْغَابَةِ عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ وَابْنِ مَنْدَهْ : أَنَّهُ الصَّوَابُ ،
قَالَ ، وَقِيلَ أَبُو حَدِيدَةَ . انْتَهَى بِالْمَعْنَى
، وفِي بَعْضِهَا ابْنُ حَيْدَةَ ، وفِي أَبِي حَدِيدٍ ، كَذَا فِي بَعْضِ الْحَوَاشِي