روى أحمد في مسنده والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص:
أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
( ليس لي مال ولي يتيم ؟ فقال كل من مال يتيمك غير مسرف ولا مبذر
ولا متأثل مالا ومن غير أن تقي مالك بماله )
[ تعليق شعيب الأرنؤوط في مسند أحمد : إسناده حسن ،
وحسنه الألباني في صحيح الجامع ] .
{ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ }
أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِالْإِشْهَادِ تَنْبِيهًا عَلَى التَّحْصِينِ وَزَوَالًا لِلتُّهَمِ .
[ وَهَذَا الْإِشْهَادُ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ طَائِفَةٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ،
فَإِنَّ الْقَوْلَ قَوْلُ الْوَصِيِّ، لِأَنَّهُ أَمِينٌ ] .
وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : هُوَ فَرْضٌ ، وَهُوَ ظاهر الآية .
وَرَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَابْنُ جُبَيْرٍ
أَنَّ هَذَا الْإِشْهَادَ إِنَّمَا هُوَ عَلَى دَفْعِ الْوَصِيِّ فِي يُسْرِهِ
مَا اسْتَقْرَضَهُ مِنْ مَالِ يَتِيمِهِ حَالَةَ فَقْرِهِ.
قَالَ عُبَيْدَةُ : هَذِهِ الْآيَةُ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ الْقَضَاءِ عَلَى مَنْ أَكَلَ ،
الْمَعْنَى : فَإِذَا اقْتَرَضْتُمْ أَوْ أَكَلْتُمْ فَأَشْهِدُوا إِذَا غَرِمْتُمْ .
وَالصَّحِيحُ أَنَّ اللَّفْظَ يَعُمُّ هَذَا وَسِوَاهُ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ إِذَا أَنْفَقْتُمْ شيئا على المولى عليه فأشهدوا ،
حتى لو وَقَعَ خِلَافٌ أَمْكَنَ إِقَامَةُ الْبَيِّنَةِ ،
فَإِنَّ كُلَّ مَالٍ قُبِضَ عَلَى وَجْهِ الْأَمَانَةِ بِإِشْهَادٍ لَا يُبْرَأُ مِنْهُ إِلَّا بِالْإِشْهَادِ عَلَى دَفْعِهِ
قال ابن الانباري والأزهري :
[ يحتمل أن يكون الحسيب بمعنى المحاسب ، وأن يكون بمعنى الكافي ] ،
فمن الأول قولهم للرجل للتهديد :
حسبه الله ومعناه يحاسبه الله على ما يفعل من الظلم ،
ونظير قولنا الحسيب بمعنى المحاسب ، قولنا الشريب بمعنى المشارب ،
ومن الثاني قولهم : حسيبك الله أي كافيك الله .
تم بحمده تعالى .. التفسير طويل اليوم ، اعذرونا