الموضوع: الحـــياء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-12-2013, 12:16 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي الحـــياء

الأخ / مصطفى آل حمد


ومضات إيمانية
الحـــياء
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
أيها الإخوة الكرام، من لوازم الإيمان الحياء، الله عز وجل يقول :
{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) }
سورة العلق
لا شك أن أي واحد منا إذا كان في حضرة إنسان من وجهاء قومه
محترم يخجل أن يكون له وضع شاذ في جلسته، ومنطقه، وحركته،
وتعبيره، وكلامه، والإنسان حينما يراقب الله عز وجل،
ويشعر أنه في قبضته وحركته وسكنته وأقواله في علم الله عز وجل،
علمك أن الله يعلم يولد حالة في نفس المؤمن هي الحياء.
{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1) }
سورة النساء
لكن سبحانك ! يا رب، شعور الإنسان أن الله معه ليس متعباً،
لو أن إنسانًا معك لم يفارقك إطلاقاً لا تحتمل، وهو معكم، لكن الله لطيف،
معنا من دون أن تكون هذه المعية عبئاً علينا، لكنه يرى، ويسمع،
وهو رقيب علينا.
شيء آخر، مهما تصورت دقائق الأمور فهي في علم الله لا تخفى
عليه خافية.
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19) }
سورة غافر
والحقيقة أن خائنة الأعين ليس في مقدور البشر كشفها،
يمكن أن تختلس نظرة، ولا تستطيع جهة في الأرض أن تضبطك بها،
ذلك هذه النظرة يعلمها الله عز وجل، فكلما نما إيمانك، وعلا قدر الله عندك،
وكلما شعرت أنه معك، وأنه ناظر إليك انعكست في نفسك حالة رائعة
هي الحياء.
أيها الإخوة، تكاد تكون هذه الصفة فاصلة بين من يستحي، ومن لا يستحي،
الذي لا يستحي بعيد عن الله، جاهل بعظمة الله عز وجل، المؤمن يستحي،
تجلس مع المؤمن سنوات وسنوات لا ينطق بكلمة نابية، ليس له نظرة
غير حكيمة، ليس عنده حركة لا ترضي الله عز وجل.
يوجد حقيقة دقيقة، أن غير المؤمن لا يمكن أن يكون حيياً، لأنه في الصحيح،
عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا :
( مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ يَقُولُ:
إِنَّكَ لَتَسْتَحْيِي، حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُولُ: قَدْ أَضَرَّ بِكَ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ )
صحيح البخاري
لا تتوقع إنسانًا يعبدًا عن الإيمان حيياً، ولا يمكن أن تتوقع أن مؤمناً
لا يكون حيياً، أبرز صفة للمؤمن بأنه يستحي، كلامه وسمعه وحديثه
مضبوط ، جلس في بيت، هناك من ينظر بحدة إلى كل شيء،
سمع حركة التفت، المؤمن يخجل أن يتفحص ببصره كل شيء،
ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ )
صحيح البخاري
قد يحول الحياء بينك وبين مئات المعاصي، هذه المعصية ما الذي منعك
منها ؟ حياؤك من الله عز وجل، إحساسك أنه معك، ويراقبك، ويسمعك،
وأنه بصير بك، الحياء لا يأتي إلا بخير، والحياء من لوازم المؤمن،
وكأن الحياء فاصل بين المؤمن وغير المؤمن.
ومن حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،
وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ )
صحيح مسلم
لمجرد أن تزيل عن الطريق شيئاً يؤذي المارة فهذا من الحياء،
في فر بعض المركبات تستعين بحجر في وقوف عند الصعود
فإذا سارت تركت هذا الحجر، فتجد مؤمن يقود مركبته في سفر
وبسرعة عالية يقف، ويزيل هذا الحجر على طرف الطريق،
لأن هذا الحجر قد يسبب حادثا قاتلا، ما الذي حمله على أن يقف،
ويزيل الحجر عن الطريق ؟
هذا إيمان، رجاء أن يغفر الله له، أن هؤلاء البشر هم عباد الله،
و يقعون في حادث مروع بسبب أن السائق لم ينتبه لهذا الحجر،
وهذا الحجر كافٍ ليسبب مشكلة كبيرة، لمجرد أن تميط الأذى
عن الطريق فهذا إيمان، فكأن النبي عليه الصلاة والسلام رتب التوحيد أولا
والحد الأدنى أيّ عمل صالح مهما ظننته صغيراً فهو يدل على الإيمان،
والحياء شعبة من الإيمان، فالمؤمن إذا كان على حياء فهو في خير.

رد مع اقتباس