حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ
عَنْ قَتَادَةَ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله تعالى عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
( لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَ لَوْ دُعِيتُ عَلَيْهِ لَأَجَبْتُ)
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيٍّ رضى الله تعالى عنه
و عن أم المؤمنين أمنا السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وَسَلْمَانَ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ
وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلْقَمَةَ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ رضى الله تعالى عنه حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
قَوْلُهُ : ( لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ )
بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الرَّاءِ الْمُخَفَّفَةِ هُوَ مُسْتَدَقُّ السَّاقِ مِنَ الرِّجْلِ
وَمِنْ حَدِّ الرُّسْغِ مِنَ الْيَدِ ، وهُوَ مِنَ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ بِمَنْزِلَةِ الْوَظِيفِ مِنَ الْفَرَسِ وَالْبَعِيرِ
وقِيلَ الْكُرَاعُ مَا دُونَ الْكَعْبِ مِنَ الدَّوَابِّ
وقَالَ ابْنُ فَارِسٍ كُرَاعُ كُلِّ شَيْءٍ طَرَفُهُ
كَذَا فِي الْفَتْحِ ( وَلَوْ دُعِيتُ عَلَيْهِ ) أَيْ : عَلَى الْكُرَاعِ
وَوَقَعَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه عِنْدَ الْبُخَارِيِّ
: لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ : وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ
وَكَذَا وَقَعَلِلْغَزَالِيِّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكُرَاعِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
الْمَكَانُ الْمَعْرُوفُ بِكُرَاعِ الْغَمِيمِ
وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، وزَعَمَ أَنَّهُ أَطْلَقَ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ
الْمُبَالَغَةِ فِي الْإِجَابَةِ ، وَلَوْ بَعُدَ الْمَكَانُ لَكَانَ
الْمُبَالَغَةُ فِي الْإِجَابَةِ ـ مَعَ حَقَارَةِ الشَّيْءِ ـ أَوْضَحَ ، وَلِهَذَا ذَهَبَ الْجُمْهُورُ
إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْكُرَاعِ هُنَا كُرَاعُ الشَّاةِ
وَأَغْرَبَ الْغَزَّالِيُّ فِي الْإِحْيَاءِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِلَفْظِ :
وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعِ الْغَمِيمِ ، ولَا أَصْلَ لِهَذِهِ الزِّيَادَةِ . انْتَهَى
قُلْتُ : لَفْظُ التِّرْمِذِيِّ ، وَلَوْ دُعِيتُ عَلَيْهِ لَأَجَبْتُ يَرُدُّ عَلَى
مَنْ قَالَ إِنَّ الْمُرَادَ بِالْكُرَاعِ كُرَاعُ الْغَمِيمِ
وفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى حُسْنِ خُلُقِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتَوَاضُعِهِ وَجَبْرِهِ لِقُلُوبِ النَّاسِ ، وَعَلَى قَبُولِ الْهَدِيَّةِ
وَإِجَابَةِ مَنْ يَدْعُو الرَّجُلَ إِلَى مَنْزِلِهِ ، ولَوْ عَلِمَ أَنَّ الَّذِي
يَدْعُوهُ إِلَيْهِ شَيْءٌ قَلِيلٌ