" البلاء موكل بالمنطق ! "
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما –
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ يَعُودُهُ فَقَالَ :
( لَا بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ )
"فَقَالَ :"كَلَّا بَلْ حُمَّى تَفُورُ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ كَيْمَا تُزِيرَهُ الْقُبُورَ."
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
زاد عبدالرزاق في المصنف 20309: فمات الرجل
----------------------------------------
عَنْ عَبْدِ الله بن عُمَرَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما – :
أنَّ رَجُلاً قَال: يا رسول الله، أرأيت لَو وَجَدَ أحدنا امْرَأتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ ،
كَيفَ يَصْنَعُ ؟ إن تَكَلَّم ، تَكَلَّم بِأمْر عَظِيمٍ، وَإنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْل ذلِكَ؟
قَالَ: فَسَكَتَ النبي صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُجِبْهُ.
فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذلِكَ أتاه
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:
( إنَّ الذِي سألتك عَنْهُ قَدِ ابتلِيتُ بِهِ، فَأنزلَ الله -عزَّ وَجَل-
هؤُلاءِ الآيات في سورة "النُّور")
{ والذين يَرْمُونَ أزواجهم }
فَتَلاهُنَّ عَلَيْهِ .................
صح عن إبراهيم النخعي : أنه قَالَ:
«إِنِّي لَأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ
إِلَّا مَخَافَةُ أَنِ ابْتَلَى بِمِثْلِهِ»
رواه ابن أبي الدنيا و غيره .
أنشد القاضي ابن بهلول: لا تنطقن بما كرهت فربما ... نطق اللسان بحادث فيكون.
وأنشد غيره: لا تمزحن بما كرهت فربما ... ضرب المزاح عليك بالتحقيق
.المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة للسخاوي
----------------------------------------
اجتمع الكسائي– رحمه الله – واليزيدي – رحمه الله – عند الرشيد
فقدموا الكسائي يصلي جهرية فأرتج عليه في قراءة الكافرون
فقال اليزيدي : قارئ الكوفة يرتج عليه في هذه ؟
فحضرت جهرية أخرى فقام اليزيدي فأرتج عليه في الفاتحة
فقال الكسائي : احفظ لسانك لا تقول فتبتلى * إن البلاء موكل بالمنطق
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 5/205
----------------------------------------
عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْه قال لرجل :
ما اسمك ؟ قال : جمرة ، قال : ابن من ؟ قال : ابن شهاب ، قال : ممن ؟
قال : من الحرقة ، قال : أين مسكنك ؟ قال : بحرة النار ، قال : بأيها ؟
قال : بذات لظى ، فقال له عمر رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْه: أدرك أهلك فقد احترقوا
فكان كما قال عمر رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْه
(رواه مالك في الموطأ بانقطاع ، ورواه أبو القاسم ابن بشران في أماليه
موصولا من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر
وزاد في آخره : فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا).
قال ابن القيم: وقد استشكل هذا من لم يفهمه, وليس بحمد الله مشكلًا,
فإن مسبب الأسباب جعل هذه المناسبات مقتضيات لهذا الأثر,
وجعل اجتماعها على هذا الوجه الخاص موجبًا له وأخر اقتضاءها
لأثرها إلى أن تكلم به من ضرب الحق على لسانه, ومن كان الملك
ينطق على لسانه, فحينئذ كمل اجتماعها وتمت, فرتب عليها الأثر,
ومن كان له في هذا الباب فقه نفس انتفع به غاية الانتفاع,
فإن البلاء موكل بالمنطق..وقد رأينا من هذا عبرًا فينا وفي غيرنا,
والذي رأيناه كقطرة في بحر.