ببساطة نقول إننا نؤمن بكل ما جاء في القرآن والسنة،
فإذا كان هناك دليل علمي زادنا إيماناً وتسليماً،
وإذا لم يوجد دليل علمي فهذا لن يؤثر في إيماننا.
ولذلك فإن أول صفة للقرآن وردت هي
{ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ }
فتأملوا معي هاتين الصفتين:
1- القرآن لا ريب فيه أي لا شك فيه.
2- المتقون يؤمنون بالغيب أي بالأشياء غير الملموسة
والتي لا يوجد عليها دليل مادي.
ولكن الله تعالى أودع في كتابه الكثير من المعجزات العلمية
لتثبتنا على الحق، وترك أشياء ليختبر صدق إيماننا،
فلو قدم الله لنا الدليل المادي على كل شيء فما فائدة الإيمان إذاً،
وكيف نتميز عن الملائكة أو عن الجمادات،
فهذه لا تعصي أمر خالقها لأنها ليست مخيرة،
ولكن الله أعطانا حرية الاختيار،
ولذلك قال في أول سورة العنكبوت :
{ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }
أرسل لي أحد الإخوة الأفاضل
مقالة تفسر حديث النبي في سجود الشمس تحت العرش،
ووجدتُ شيئاً مفيداً وهو أنه إذا جاء أحد الملحدين
نقول له: إن الحديث يحوي حقيقتين الأولى علمية والثانية غيبية! )
فقد اشتمل الحديث عن حقيقة علمية تؤكد بأن الشمس في رحلتها
فإنها تسجد، وهذا ما نراه حولنا من نظام ودقة في عمل الشمس،
لأن سجود الشمس ليس كسجود البشر،
بل سجودها هو امتثالها لأمر الله
وما أودعه فيها من قوانين كونية لا تحيد عنها.
فهي حقيقة غيبية تؤكد سجود الشمس تحت العرش،
والعرش هو أمر غيبي مجهول بالنسبة لنا،
لا نعرف مكانه ولا طبيعة مادته ولا حجمه ولا شكله...
ولذلك فإننا نرتكب خطأً عندما نفسر حقيقة غيبية بحقيقة علمية،
فنحن نعلم حجم الشمس ومادتها وآلية عملها وسرعة جريانها
وغير ذلك بدقة تامة، أما ما يتعلق بالعرش فليس لدينا علم حوله،
وبالتالي نقول إن هذا الحديث صحيح
ونحن كمسلمين نؤمن به كإيماننا بالله تعالى.
هناك الكثير من الأمور التي تشتبه على بعض الناس،
والملحدون يسعون دائماً للحديث عن المتشابهات في القرآن،
{ هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ
فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا
وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }
ولذلك يجب أن ننتبه من مثل هذه الأقاويل التي يسوقها المشككون
حول كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلة والسلام،
وأقول إن أفضل طريقة للرد على المشككين
أن نظر لهم تمسكنا وإيماننا بالله تعالى وهذا أمر يجعلهم أكثر ضعفاً وارتباكاً.
وقد علَّمنا الله دعاء عظيماً يمكن أن ندعو به
عندما نجد أي شك أو ارتياب أو تساؤل لا نجد إجابة له،
مثلاً إذا كان الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟
لماذا خلق الله البشر ثم يعذبهم؟ لماذا خلق الله الشر والمرض وجهنم...
وغير ذلك من الأسئلة التي يسوقها الشيطان ليشككنا في ديننا.
{ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } ,
ولذلك علمنا الله دعاء عظيماً وهو:
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }