الأخت / بنت الحرمين الشريفين
لفظ (الروح) في القرآن الكريم
(الروح) من الألفاظ التي خاض الناس في تعريفها وبيان طبيعتها،
وتخبط الفلاسفة في تحديد ماهيتها والوقوف على حقيقتها،
وهي في النهاية من المعاني التي استأثر الله بعلمها،
ولم يجعل للإنسان سبيلا إلى معرفتها،
عرف ذلك من عرف، وجهله من جهل، وكابر فيه من كابر،
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً }
وتخبرنا معاجم اللغة العربية عن مادة (روح) بأنها أصل كبير مطرد،
يدل على سعة وفسحة واطراد.
وأصل ذلك كله الريح. وأصل (الياء) في الريح (الواو)؛
وإنما قُلبت ياء لكسرة ما قبلها.
و (الروح ) - بضم الراء المشددة -: ما به حياة الأنفس،
يؤنث ويذكر، ويُجمع على (أرواح ).
هذا عن لفظ (الروح) لغة، أما ما وراء اللغة،
فقد قال بعض أهل العلم: (الروح) جسم لطيف،
أجرى الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم.
ولفظ (الروح) ورد في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعاً،
{ يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ }
ولم يرد لهذا الاسم صيغة فعلية في القرآن.
{ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ }
فهو مأخوذ من راح يروح: إذا رجع وهو مقابل لـ غدا يغدو: إذا ذهب.
وعلى هذا أيضاً قوله عز وجل:
{ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا }
ولفظ (الروح) ورد في القرآن على عدة معان،
- الروح بمعنى (الحياة التي يكون بها قِوام الكائنات)،
{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي }
فُسِّر (الروح) في الآية هنا
على أنه العنصر المركب في الخلق الذي يحيا به الإنسان.
قال الشوكاني: " اختلف الناس في الروح المسؤول عنه،
فقيل: هو الروح المدبر للبدن الذي تكون به حياته،
وبهذا قال أكثر المفسرين " .
ونقل الشوكاني أقوالاً أُخر في معنى الآية،
ثم قال:"والظاهر القول الأول "، يعني ما تقدم.
- الروح بمعنى (بمعنى مَلَك من الملائكة)،
{ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً }
قيل في معنى الآية: إنه ملك من الملائكة.
وقد نقل الطبري أقوالاً أخر في الآية، بيد أنه لم يقطع بواحد منها.
ومال ابن كثير إلى أن يكون المقصود بـ (الروح) في الآية بني آدم.