
07-16-2013, 11:52 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
|
|
فضل ختمة القرآن و أحكامها ( 01 - 02 )
الأخ/ مصطفى آل حمد
فضل ختمة القرآن وأحكامها (1)
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد
فإن ختم القرآن من الأعمال الجليلة التي يثاب عليها العبد
وينال بها الدرجات العلى
فيستحب للمسلم أن يختم القرآن مرة بعد مرة ويواظب على ذلك
قال تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ
وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ }
[ فاطر : 29 ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول:
"ألم" حرف، ولكن "ألف" حرف، و"لام" حرف، و"ميم" حرف )
[ رواه الترمذي ]
وتلاوة القرآن فيها فضائل حسنة ومزايا عظيمة
كما ورد في النصوص من شفاعة في الآخرة وكثرة الحسنات
ورفعة الدرجات وزيادة اليقين وانشراح الصدر وشفاء من الأسقام
واطمئنان الروح وجلاء الهموم والأحزان في الدنيا وبصيرة في الدين
وفرقان في المشتبهات ورفعة في الدنيا
وغير ذلك من الشمائل التي لا يحصيها القلم ولا يحدها الوصف.
وفي الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم :
( مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب،
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها،
ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر،
ومثل الفاجر الذي لا يقرا القرآن كمثل الحنظله طعمها مر ولا ريح لها )
أما مدة ختم القرآن
فلم يرد حدا مؤقتا في السنة في أكثرها
وإن كان ورد ذم في السنة وعن السلف هجر القرآن وإطالة المدة في ختمها
وقد حدها بعضهم بالأربعين لأن النبي صلى الله عله وسلم
جعل هذه المدة لعبد الله بن عمرو لختم القرآن
لما أخرج أبو داود عن عبد الله بن عمرو
( أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم في كم يقرأ القرآن؟
قال: في أربعين يوماً، ثم قال في شهر )
وفي رواية البخاري قال له:
( اقرأ القرآن في كل شهر، قلت: إني أجد قوة،
قال: فاقرأه في سبع ولا تزد ).
وقد كره بعض الفقهاء
تجاوز هذه المدة من غير ختم القرآن والصحيح أنه لا يكره ذلك
لأن هذه الأحاديث خرجت مخرج الأفضلية والاستحباب
ولذلك اختلفت الروايات في تحديد المدة والمقصود أنه ينبغي للمؤمن
أن يتعاهد القرآن ويكون كثير المدارسة له ولا يهجره ويكون بعيد العهد به
ولذلك روى أبو داود عن بعض السلف
أنهم كانوا يختمون في شهرين ختمة واحدة.
أما أقل المدة
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم
النهي عن ختمه بأقل من ثلاث ليال لحديث عن عبد الله بن عمرو قال:
( أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن لا أقرأ القرآن في أقل من ثلاث ).
[ رواه الدرامي ]
وفي سنن أبي داود:
( لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث ) .
وهذا النهي على سبيل الكراهة.
واختلف أهل العلم هل هذا النهي عام في جميع الأحوال أم خاص
وذهب كثير من فقهاء السلف وعبادهم إلى حمل هذا النهي
على معنى خاص كالمداومة على ذلك أو في أيام السنة التي لا مزية فيها
أما في الأزمان الفاضلة كشهر رمضان وغيره
فلا حرج على المسلم في ختم القرآن بأقل من ثلاث
لأن الأفضل في الزمان الفاضل والمكان الفاضل
الإكثار من العبادة مع إقبال النفس وانشراحها لعمل الخيرات
وقالوا إن المقصود من النهي
عدم عقل القرآن وفقه معانيه أو خشية السآمة والملل في العبادة
والذي يظهر أن هذا المسلك وجيه يتحقق فيه مصالح كثيرة.
قال ابن رجب في الطائف:
[ وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث
على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان
خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر
أو في الأماكن المفضلة كمكة شرفها الله لمن دخلها من غير أهلها
فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان
وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة ]
قال إبراهيم النخعي :
كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين
وكان قتادة يختم القرآن في سبع
فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة.
وعن مجاهد: أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة .
وعن مجاهد قال : كان علي الأزدي يختم القرآن في رمضان كل ليلة
وقال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة
|