الإنسان كائن غامض مجهول غير معروف
ولعل أهم كشف في الشفرة الوراثية عند الانسان معرفة ( جيناته العدوانية )
وهل لها أساس بيولوجي في الخارطة الوراثية
أم أنها عمل الثقافة المريضة ؟
وقد يمكن لجم الحرب من باب غير متوقع بفرملة العدوانية
وسفك الدم وإنتاج نسخة بشرية معـدلة للسلام ؟
أو هكذا نتفاءل ، فكل النظريات تتحطم عند قدمي تفسير : من هو الإنسان ؟
إلا أن الطب ضرب معـوله في مواقع انبجست ينابيع للعلاج
ومصادر لا تعرف النفاد في راحة البشر
إذا استطعنا تقرير أن أي واقع بشري
هو نتيجة طبيعية للأفكار التي يحملها الناس في مجتمع ما،
بمعنى أن تغيير رصيد ما بالنفوس سوف يغير الواقع الاجتماعي،
ويتولد عن هذا ثلاث نتائج متلاحقة يأخذ بعضها برقاب بعض
الأولى : طالما كان تغيير ما بالنفوس يرجع إلى الأفكار التي نزرعها ؛
فإن مفاتيح التغيير الاجتماعي هي ملك يميننا،
وبها تدشن الكرامة والحرية الإنسانيتين
وتنص الحقيقة ( الثانية ) : أن أسرار التغيير تحت أيدينا،
وبالتالي فإن أي شيء يحدث لنا هو من صنع أيدينا،
وهي فلسفة القرآن التي تنص على أن الظلم الذي يقع على الإنسان
هو من صنع يده، قبل أن يكون من مصدر آخر
ولعل أعظم فضيلة يتدرب عليها الإنسان هي أن لا يلوم أحداً،
بل يلوم نفسه عند مواجهة أي خطأ، وأن لا يلعن الظروف،
بل يفهم قوانين حدوث تلك الظروف، تمهيداً للسيطرة عليها
وترى الحقيقة ( الثالثة ) :
أن نتوجه إلى الحقل المفيد في التغيير الاجتماعي من خلال فهم سنن التغيير،
لأن وعي أي قانون يفتح الطريق أمام تسخيره،
والتسخير هي الخدمة المجانية، وهي متاحة لجميع البشر.
إذاً مفاتيح التغيير بأيدينا والإنسان مهندس مصيره
فهذه هي الحقيقة الأولى ويوجهنا القرآن الى تغيير ( نفوسنا )
وليس اغتيال الحكام ونسف المؤسسات وقتل المختلفين عنا
وأن التغيير يبدأ دوماً من عندنا، ويجب أن يُفهم الصراع العربي الإسرائيلي
إسرائيل هي اختلاط ومضاعفات المرض العربي الأساسي
وأن الصلح العربي ـ العربي أهم وأجدى وأبقى من الصلح العربي الإسرائيلي.
وأن القوانين قابلة للفهم، وأن فهمها يمنحنا السيطرة عليها.
وأن ما ينطبق على الفيزياء ينطبق على المجتمع.
أبدع المفكر جودت سعيد في طرح المشكلة في عدد من الكتب مثل :
{ حَتَّىيُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}
{ اقرَأْ وَربُّكَ الأَكْرَمُ}
والعمل قدرة وإرادة ومذهب ابن آدم الأول.
هو الذي ألهم في لحظة عبقرية ( نيوتن )
اكتشاف قانون دوران الكواكب وسباحة المذنبات،
وهي ذات الفكرة التي ألهمت عالم النمل الأمريكي ويلسون ادوارد
لاكتشاف نظرية ومفهوم وحدة العـلـم.
ان ما ينطبق في البيولوجيا
يمكن ان يسري بصورة بانوراما شامله على المجتمع وقوانينه
وهذا مهد لمبدأ ويلسون الثاني عن البيولوجيا الاجتماعية ....