قال الله عزوجل في كتابه الحكيم :
{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ
وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }
قال ابن القيم رحمه الله :
[ الكفاية على حسب العبودية .. فكلما ازدادت طاعتك لله ازدادت كفاية الله لك ]
من كتاب ( موقف المؤمن من الفتنة )
سؤال :ما رأيك بقول الشخص للآخر لك خالص شكري ؟
هذا نبهنا عليه مرارا أنّ الشكرعباده الشكر عبادة لله جل وعلا،
{ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ }
{ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ }
ولما أمر الله جل وعلا به فهو عبادة عظيمة من العبادات
التي يتقرب إلى الله جل وعلا
بها، والعبادات من الدين، والدين الخالص لله جل وعلا،
{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
فلا يجوز أن يقال لأحد: لك خالص شكري.
لأن خالص الشكر لله سبحانه وتعالى، أو: لك خالص تحياتي.
أو: خالص تقديري. هذه كلها لله جل وعلا، خالص التحيات وخالص التقدير
والقدر والتعظيم، وخالص الرجاء، ومثل ما يقول وفيك خالص رجائي،
الرجاء والشكر، ومثل هذه الأشياء هي عبادة وخالصها لله جل وعلا.
فلا يجوز أن يقول القائل مثل ما هو شائع في كثير من الرسائل
والمؤلفات وتقبل خالص شكري وتقدري؛ لأن هذا إنما هو لله جل وعلا.
للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ :
ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فانتزعها منه، فعاضه من ذلك الصبر
إلا كان ما عاضه الله أفضل مما انتزع منه ، ثم قرأ
{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }
[عمر بن عبد العزيز– البيان والتبيان (1/456)]
401- كثيراً ما يصف الناس الرجل الماهر في جمع حطام الدنيا بالذكاء
ورجاحة العقل ، بخلاف الرجل الذي يجتهد في تحصيل أجور الآخرة
بالعمل الصالح ، والله سبحانه وصف المتقين والمتذكرين
والعاملين والمهتدين بأنهم هم أصحاب العقول حقاً :
{ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ
وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }
تأمل في نفرة كثير من غلاة المدينة من نصوص القرآن والسنة ،
وابتهاجهم بذكر الأعلام والمفاهيم الغربية وقارنها بقوله تعالى
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
إبراهيم السكران- مآلات الخطاب المدني
قال ابن مسعود ما في القرآن آية أعظم فرجاً من آية
في سورة الغرف – أي الزمر –
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ
إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
يقول أحدهم : كلما ضاقت بي الدنيا صليت وقرأت هذه الآية
فاتسع كل ضيق وانفرج كل مضيق .
[الاتقان في علوم القرآن (4/149)]
قلت لأبي سليمان بن عطية : ياعم لم تشدد علينا ، وقد قال الله
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ } ؟
فقال : اقرأ بقية الآيات فقرأت
{ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ..}
فمسح رأسي ، وقال : يابني اتق الله وخفه وارجه .
القلوب الميتة لا تطيق حب الله ، فتتسلى بحب من سواه
{ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ
وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }