الأخ / مصطفى آل حمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين
اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم،
اللهم علِّمنا ما ينْفعناوانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلما
وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه
واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
الفوائد لابن القيم
بين الهدى والرحمة- والضلال والشقاء
وكما يقرن سبحانه بين الهدى والتقى والضلال والغي, فكذلك يقرن بين
الهدى والرحمة والضلال والشقاء, فمن الأول
قوله
{ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
البقرة 5
{ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }
{ رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا }
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى
وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ
وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
{ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيه
وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً
وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ
لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ. }
ثم أعاد سبحانه ذكرهما فقال:
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }
وقد تنوعت عبارات السلف في تفسير الفضل والرحمة, والصحيح أنهما
الهدى والنعمة, ففضله هداه, ورحمته نعمته
وقال أبو سعيد الخدري وابن عباس رضي الله عنهما:
[ فضل الله القرآنورحمته الاسلام ]
وعنهما أيضا: فضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم
من أهله, وعن الحسن, والضحّاك, ومجاهد وقتادة
[ فضل الله:الايمان,ورحمته القرآن ]
ولذلك يقرن بين الهدى والنعمة
{ اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ }
ومن قوله لنبيه يذكره بنعمته عليه:
{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى،
وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى }
فجمع له بين هدايته له وانعامه عليه بايوائه واغنائه.
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي
وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا }