عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( صعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر فقال : آمين ، آمين ، آمين ،
قيل يا رسول الله إنك صعدت المنبر فقلت : آمين آمين آمين ،
قال : أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فقال :
من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله ،
فقال : يا محمد ، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما
فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ،
قال : ومن ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله ،
وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1679 ) .
[ لا تمض يومك في غير منفعة، ولا تضع مالك في غير صنيعة،
فالعمر أقصر من أن ينفد في غير المنافع،
والمال أقل من أن يصرف في غير الصنائع، والعاقل أجلّ من أن يفني أيّامه
فيما لا يعود عليه نفعه وخيره، وينفق أمواله فيما لا يحصل له ثوابه وأجره ]
عن أبي هشام الصوفي رحمه الله قال :
[ أردت البصره ، فجئت إلى سفينه أركبها وفيها رجل ، معه جاريه ،
فقال لي الرجل : ليس ها هنا موضع
فسألته الجاريه أن يحملني ، ففعل فلما سرنا دعا الرجل بالغداء فوُضع
فقالت الجاريه : ادع ذلك المسكين ليتغدى معنا فجئت على أنني مسكين
فلما تغدينا قال : يا جاريه هاتِ شرابك ، فشرب وأمرها أن تسقيني
فقالت يرحمك الله : إنَّ للضيف حقاً ، فتركني فلما دبَّ فيه الشراب
قال : يا جاريه هاتِ عودك ، وهاتِ ما عندك
ثم التفت إلي فقال : أتحسن مثل هذا !!
فقلت : عندي ما هو أحسن منه عندي ما هو أحسن منه وخير منه
قلت : أَعوذُ بِاللهِ مِنَ الشَيْطَانِ الرَّجِيْم
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ، وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ،
وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ ، وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ،
وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ ، وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ ، بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ }
وجعل الرجل يبكي حتى انتهيت إلى قوله :
{ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ }
فقال : يا جاريه اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى ثم ألقى ما معه من الشراب
وكسر العود ثم دعاني ، فاعتنقني ، وجعل يبكي ويقول :
يا أخي أترى أنَّ الله يقبل توبتي ؟!
{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
{ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ }
فتاب واستقام وتبدل حاله وصاحبته بعد ذلك أربعين سنة حتى مات
فرأيته في المنام فقلت له : إلى ما صرت ؟!
{ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ }
{ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ }

وانتصف الشهر الكريم .... ما أسرع انقضاءك
ما أسرع ما تمضي الأيام شهر رمضان ، ضيف كريم استقبلناه بالأمس ،
وها هو اليوم قد انتصف، فهل فينا من قهر نفسه وانتصف ؟
وهل فينا من قام فيه بما عرف؟ وتشوقت نفسه لنيل الشرف ؟
لقد مضى من رمضان صدره، وانقضى منه شطره، واكتمل منه بدره،
فاغتمنوا فرصة تمرُّ مرَّ السحاب، وادخلوا قبل أن يُغلق الباب
فإنه يوشك الضيف أن يرتحل، وشهر الصوم أن ينتقل، فأحسنوا فيما بقي،
يُغفَر لكم ما مضى ، فإن أسأتم فيما بقي أُخذتم بما مضى وبما بقي .
رحل نصف رمضان ، وبيننا الصائم العابد، الباذل المنفق الجواد،
نقي السريرة، طيب المعشر ،
فهنيئاً لهؤلاء العاملين ما ادخروه عند رب العالمين .
رحل نصف رمضان ، وبيننا صائم عن الطعام والشراب،
يبيت ليله يتسلى على أعراض المسلمين، وتقامر عينه شهوة محرمة
يرصدها في ليل رمضان، يده امتدت إلى عاملٍ مسكين فأكلت ماله،
أو حفنةِ ربا فأخذتها دون نظر إلى عاقبة ، أو تأمل في آخرة .
رحل نصف رمضان ، وبيننا من فاتته صلوات وجماعات،
قد آثر النوم والراحة على كسب الطاعات وبيننا بخيلٌ شحيح، أسودُ السريرة،
سيءُ المعشر، دخيلُ النية، فأحسن الله عزاء هؤلاء جميعاً في نصفهم الأول،
وجبرهم في مصيبتهم، وأحسن الله لهم استقبال ما بقي لهم .
أيها المفرطون في شهر رمضان القائم،
هل أنتم على يقين من العيش إلى رمضان قادم؟!
فقوموا بحق شهركم، واتقوا الله في سرِّكم وجهركم،
واعلموا أن عليكم ملكين يصحبانكم طول دهركم، ويكتبان كل أعمالكم،
فلا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم .
إذاكانت 15 ليلة من رمضان ضاعت عليك.. فبين يديك 15 ليلة أخرى !
وإذاكان شهر رمضان بدأ يجمع أوراقه ويرحل فلديك العشرالآواخر
اللهم أعنا على طاعتك فيما تبقي من رمضان واجعلنا من المقبولين

إن زادت الآهات واشتدت الأزمات ،،
فاللَّهم يافاطر السَّماوات ، وكاشف
الظُّلمات ، ارزقنا نطقها عند الحاجات
ونجنا بها بعد الممات ،،