سلسلة
-4-هل يتعب الطريق؟!
فاروق جويدة يخبرنا أنه يتعب
اقرأ هذه الفلسفة العذبة للحياة
ثم أغمض عينيك وتخيلها واقعا معاشا
(إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ)
(وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ)
أنك لو اتقيت الله حق تقاته ,,
لعلمت مسالك الطريق وأبصرتها
(وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)
فطريقك يقطع بالقلوب لا بالأقدام
وما دمت تحمل في قلبك شوقا
إلى رؤية الجميل الذي يحب الجمال
(يا أقدام الصبر احملي بقي القليل )
واجتهد في سيرك أن تتخذ لك (دليلا)
يرشدك ويعينك على إتمام الطريق
كلما تفرعت الطرق واشتبهت
ليكن شيخا جليلا أو حكيما خبيرا
(فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)
لا تنس أن تجتهد في تفحص طبيعة الطريق
يقول ابن القيم : ” الطريق الى الله فى الحقيقة واحد لا تعدد فيه ،
وهو صراطه المستقيم الذى نصبه موصلا لمن سلكه اليه
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ)
الأمر لا يحتاج نظريات ولا تفصيلات
كل ما يرضى الله هو خطوات في السير بقلبك إليه
وصلى الله عليه وسلم يوجزها بكلمات يسيرة
(قُلْ آمنتُ باللهِ ثُمَّ استقِمْ)
وان استوحشت من قلة السالكين وقلة المعالم
فأنصت بقلبك لوصية المغامسي
لاتقدم رضوان أحد على رضوان الله
كل ما أمرك الله بالمسابقة إليه فسابق..
وافعله محتسبا
أظهر لله افتقارك إليه سبحانه
كل من استدام على أمر يموت عليه .. فاستدم على طاعة
إذا اجتهدت في عمل واجتهدت أن يكون لله فلا تبالِ بأحد من الناس
وطن نفسك على أن لا تقدح في أحد واجتهد في أعمال السرائر
عظم الله بقلبك .. والتعظيم بالعلم .. والعلم بتدبر القرآن
اجمع بين حب الله .. والخوف منه .. والرجاء فيما عنده ..
الطريق مهما طال.. وتوسطته المشاق .. تبقى له لذة
{ يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا فَمُلَاقِيه }
فاحرص أن لاتفقد في لجة الطريق يقينك
وكلما خفت أوقده من زيت الإخبات إلى الله
” ففى الطريق اوديه وشعوب , وعقبات ووهود ,
وشوك وعوسج و وعليق وشبرق ,
ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ..
ولا سيما اهل الليل المدلجين ..
فاذا لم يكن معهم عدد الايمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الاخبات ,
والا تعلقت بهم تلك الموانع . وتشبثت بهم تلك القواطع ,
وحالة بينهم وبين السير ” .
تبقى
(يا أقدام الصبر احملي بقي القليل )
……………………………………………
ما وافق الحق من قولي خذوه .. وما جانبه بلا تردد اجتنبوه
كتبته هند عامر