قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ، وَابْنُ مَاجَهْ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَابْنُ الْقَطَّانِ
قَوْلُهُ:( وَأَبُو مَيْمُونَةَ اسْمُهُ سُلَيْمٌ)
بِالتَّصْغِيرِ قَالَ فِي التَّقْرِيبِ : أَبُو مَيْمُونَةَ الْفَارِسِيُّ الْمَدَنِيُّ الْأَبَّارُ .
قِيلَ اسْمُهُ سُلَيْمٌ ، أَوْ سُلَيْمَانُ ، أَوْ سُلْمَى ، وقِيلَ : أُسَامَةُ، ثِقَةٌ مِنَ الثَّالِثَةِ
ومِنْهُمْ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْفَارِسِيِّ وَالْأَبَّارِ ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا مَدَنِيٌّ
يَرْوِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ، وقَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ
وَقِيلَ إِنَّهُ وَالِدُ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ ، وَلَا يَصِحُّ .
رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ ، وَغَيْرِهِ وَعَنْهُ هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ وَغَيْرُهُ
وذَكَرَ الْحَافِظُ أَسْمَاءَ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْفَارِسِيِّ وَالْأَبَّارِ
قَوْلُهُ : ( وَالْعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَخْ )
قَالَ الشَّوْكَانِيُّ فِي النَّيْلِ تَحْتَ حَدِيثِ الْبَابِ : فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ إِذَا تَنَازَعَ
الْأَبُ وَالْأُمُّ فِي ابْنٍ لَهُمَا كَانَ الْوَاجِبُ هُوَ تَخْيِيرُهُ . فَمَنِ اخْتَارَهُ ذَهَبَ بِهِ ،
وقَدْ أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ:
أَنَّهُ خَيَّرَ غُلَامًا بَيْنَ أَبِيهِ وَأُمِّهِ
وأَخْرَجَ أَيْضًا عَنْ عَلِيّ ٍرَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهُ أَنَّهُ خَيَّرَ عِمَارَةَ الجُذَامِيَّ
بَيْنَ أُمِّهِ وَعَمَّتِهِ ، وَكَانَ ابْنَ سَبْعٍ ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ
وقَدْ ذَهَبَ إِلَى هَذَا الشَّافِعِيُّ ، وَأَصْحَابُهُ وَإِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ
وَقَالَ : أُحِبُّ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْأُمِّ إِلَى سَبْعِ سِنِينَ ، ثُمَّ يُخَيَّرُ
وَقِيلَ إِلَى خَمْسٍ ، وذَهَبَ أَحْمَدُ إِلَى أَنَّ الصَّغِيرَ إِلَى دُونِ سَبْعِ سِنِينَ أُمُّهُ
أَوْلَى بِهِ ، وَإِنْ بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ
فَالذَّكَرُ فِيهِ ثَلَاثُ رِوَايَاتٍ : يُخَيَّرُ ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَصْحَابِهِ ، وَإِنْ لَمْ
يَخْتَرْ أُقْرِعَ بَيْنَهُمَا
والثَّانِيَةُ أَنَّ الْأَبَ أَحَقُّ بِهِ
والثَّالِثَةُ - أَنَّ الْأَبَ أَحَقُّ بِالذَّكَرِ ، وَالْأُمُّ بِالْأُنْثَى إِلَى تِسْعٍ ، ثُمَّ يَكُونُ الْأَبُ أَحَقَّ بِهَا
والظَّاهِرُ مِنْ أَحَادِيثِ الْبَابِ أَنَّ التَّخْيِيرَ فِي حَقِّ مَنْ بَلَغَ مِنَ الْأَوْلَادِ إِلَى سِنِّ
التَّمْيِيزِ هُوَ الْوَاجِبُ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى . انْتَهَى
قَوْلُهُ : ( وَهِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ هُوَ هِلَالُ بْن عَلِيِّ بْنِ أُسَامَةَ
قَالَ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ : وَيُقَالُ :
هِلَالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ وَهِلَالُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ الْعَامِرِيُّ مَوْلَاهُمْ الْمَدَنِيُّ
وَبَعْضُهُمْ نَسَبَهُ إِلَى جَدِّهِ فَقَالَ ابْنُ أُسَامَةَ ، وَقَالَ فِي التَّقْرِيبِ ، ثِقَةٌ مِنَ الْخَامِسَةِ.