لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة جعل أهل مكة يأتونه
بصبيانهم فيمسح على رءوسهم فأتى بي إليه وأنا مخلق فلم يمسني
قال بن عبد البر أبو موسى مجهول ومن يكون صبيا
يوم الفتح لا يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم مصدقا بعد الفتح بقليل
وقد ذكر الزبير وغيره من أهل العلم بالسير أن أم كلثوم بنت عقبة
لما خرجت إلى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرة في الهدنة سنة سبع
خرج أخواها الوليد وعمارة ليرداها فمن يكون صبيا يوم الفتح كيف يكون
ممن خرج ليرد أخته قبل الفتح قلت ومما يؤيد أنه كان في الفتح رجلًا
أنه كان قدم في فداء بن عم أبيه الحارث بن أبي وجزة بن أبي عمرو بن أمية
وكان أسر يوم بدر فافتداه بأربعة آلاف حكاه أصحاب المغازي
ونشأ الوليد بعد ذلك في كنف عثمان إلى أن استخلف فولاه الكوفة
بعد عزل سعد بن أبي وقاص واستعظم الناس ذلك وكان الوليد شجاعًا
شعرًا جوادا قال مصعب الزبيري وكان من رجال قريش وسراتهم
وقصة صلاته بالناس الصبح أربعًا وهو سكران مشهورة مخرجة
وقصة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضًا مخرجة في الصحيحين
وعزله عثمان بعد جلده عن الكوفة وولاها سعيد بن العاص
ويقال إن بعض أهل الكوفة تعصبوا عليه فشهدوا عليه بغير الحق
حكاه الطبري واستنكره بن عبد البر ولما قتل عثمان اعتزل الوليد الفتنة
فلم يشهد مع علي ولا مع غيره ولكنه كان يحرض معاوية على قتال علي
بكتبه وبشعره ومن ذلك ما كتب به إلى معاوية لما أرسل إليه علي جريرا
يأمره بأن يدخل في الطاعة ويأخذ البيعة على أهل الشام فبلغ ذلك الوليد
أتــاك كـتـاب مـــن عـلــي بـخـطـه هي الفصل فاختر سلمه أو تحاربه
فـإن كنـت تنـوي أن تجيـبكتابـه فـقـبــح مـمـلـيـه وقــبــحكـاتـبــه
وكتب إليه أيضًا من أبيات:
وإنك والكتاب إلى علي كدابغة وقد حلـم الأديـم
وهو القائل في مقتل عثمان:
ألا إن خـيـر الـنـاس بـعـدثـلاثــة قتيل التجيبي الذي جاء منمصر
ومالـي لا أبكـي وتبـكـيقرابـتـي وقد حجبت عنا فضول أبي عمرو
وأقام بالرقة إلى أن مات روى عن النبي صلى الله عليه وسلم الحديث
المقدم ذكره وروى عن عثمان وغيره روى عنه حارثة بن مضرب
والشعبي وأبو موسى الهمداني وغيرهم قال خليفة كانت ولاية
الوليد الكوفة سنة خمس وعشرين وكان في سنة ثمان وعشرين
غزا أذربيجان وهو أمير القوم وعزل سنة تسع وعشرين
وقال أبو عروبة الحراني مات في خلافة معاوية.
