الأخ / مصطفى آل حمد
عبد الله بن عمر رضي الله عنهما راهب الليل
إنه الصحابي الكريم عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - ،
ولد بعد البعثة النبوية الشريفة بثلاث سنوات ،
وعندما هاجر كان عمره إحدى عشرة سنة ،
وفي غزوة أحد أراد أن يخرج للجهاد ،
فعرض نفسه على النبي فردَّه لصغر سنه ،
وفي غزوة الخندق ظل يلح على النبيحتى وافق على خروجه ،
واستمر بعد ذلك يجاهد في جميع الغزوات والمواقع.
وكان -رضي الله عنه- يتبع آثار النبي ويقتدي به في جميع أموره ؛
لدرجة أنه كان يتحرى أن يصلي في كل مكان صلى فيه النبي ,
ويسير في كل طريق سار فيه، رجاء أن توافق صلاته
أو مشيته مكانًا صلى فيه الرسول أو سار فيه ،
وعلم أن النبي نزل تحت شجرة يستظل بها، فكان عبد الله ينزل عندها،
ويتعهدها بالسقي فيصب في جذرها حتى لا تيبس.
(كانالرجلفيحياةالنبيصلى اللهعليهوسلم
إذارأىرؤياقصهاعلىرسول الله صلى اللهعليهوسلم ،
فتمنيتأنأرىرؤيافأقصهاعلىرسول الله صلى اللهعليهوسلم
وكنت أنامفيالمسجدعلىعهد رسول الله صلى اللهعليهوسلم ،
فرأيتفيالنومكأنملكين أخذاني فذهبا بي الى النار ،
فإذا هي مطوية كطي البئر ،وإذالها قرنان ،وإذافيهاأناس قد عرفتهم ،
فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، قال : فلقينا ملك آخر ، قال لي : لم ترع .
فقصصتهاعلىحفصة ، فقصتها حفصةعلىرسول الله صلى اللهعليهوسلم
، فقال : نعمالرجلعبد الله ، لوكانيصلي من الليل .
فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا )
وكان إذا فاتته العشاء في جماعة، أحيي بقية ليلته.
وكان لعبد الله مهراس (حجر مجوف)
يوضع فيه الماء للوضوء فيصلي ما قدر له ،
ثم يصير إلى الفراش فيغض إغفاء الطائر (ينام نومًا قصيرًا) ،
ثم يقوم فيتوضأ ويصلي، يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسًا.