عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2013, 03:03 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي درس اليوم 01.10.1434

أخيكم / عدنان الياس ( AdaneeNooO )
درس اليوم
مع الشكر للأخ / عثمان أحمد - موقع الشيبة


يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) }
سورة يونس
قال السعدي في تفسيره :
يقول تعالى - مرغبًا للخلق في الإقبال على هذا الكتاب الكريم ،
بذكر أوصافه الحسنة الضرورية للعباد فقال :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ }
أي: تعظكم، وتنذركم عن الأعمال الموجبة لسخط الله، المقتضية لعقابه
و تحذركم عنها ببيان آثارها و مفاسدها .
{ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ }
و هو هذا القرآن ، شفاء لما في الصدور من أمراض الشهوات الصادة
عن الانقياد للشرع و أمراض الشبهات ، القادحة في العلم اليقيني
فإن ما فيه من المواعظ و الترغيب و الترهيب ،و الوعد و الوعيد
مما يوجب للعبد الرغبة و الرهبة .
و إذا وجدت فيه الرغبة في الخير، و الرهبة من الشر
و نمتا على تكرر ما يرد إليها من معاني القرآن ،
أوجب ذلك تقديم مراد الله على مراد النفس
و صار ما يرضي الله أحب إلى العبد من شهوة نفسه .
{ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ }
فالهدى هو العلم بالحق و العمل به . و الرحمة هي ما يحصل من الخير
و الإحسان ، و الثواب العاجل و الآجل ، لمن اهتدى به
فالهدى أجل الوسائل ، و الرحمة أكمل المقاصد و الرغائب ،
و لكن لا يهتدي به ، و لا يكون رحمة إلا في حق المؤمنين .
و إذا حصل الهدى ، و حلت الرحمة الناشئة عنه ، حصلت السعادة
و الفلاح ، و الربح والنجاح ، و الفرح و السرور .
و لذلك أمر تعالى بالفرح بذلك فقال :
{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ }
الذي هو القرآن ، الذي هو أعظم نعمة و منة ، و فضل تفضل الله به على عباده
{ وَبِرَحْمَتِهِ }
الدين و الإيمان ، و عبادة الله و محبته و معرفته .
{ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }
من متاع الدنيا و لذاتها .فنعمة الدين المتصلة بسعادة الدارين
لا نسبة بينها ، و بين جميع ما في الدنيا ، مما هو مضمحل زائل عن قريب
المصدر : موقعى الشيبة و الدُرر السُنية .
و الله سبحانه و تعالى أعلى و أعلم و أجَلّ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس