عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-11-2013, 01:54 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

إخوة الإسلام :
المؤمنُ يفرحُ عند الموت بلِقاء الله، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومن كرِهَ لقاءَ الله كرِهَ الله لقاءَه )
فرُوحُ المؤمن تطيرُ فرَحًا عند الموت شوقًا إلى النعيم الذي ترَى بِشارَاته،
وتُبصِرُ علاماته.
والفرحُ الأكبرُ والنعيمُ الأعظم فرحٌ لا يفنَى، ونعيمٌ لا حدَّ لمُنتهاه،
عندما يُوفَّقُ المُسلمُ لسعادة الأبَد في جنَّات النعيم،
وهناك يفرحُ المؤمنون دون غيرِهم يوم القيامة، تتلألأُ وجوهُهم نورًا،
ومن شدَّة الفرَح تظهرُ ضاحِكةً مُستبشِرَة، قال الله تعالى:
{ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ }
[المطففين: 24]
وقال:
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
[القيامة: 22، 23]
وقال:
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ }
[عبس: 38، 39].
أيُّ سعادةٍ أعظم ونحن مُنصرِفون إلى جنَّةٍ عالية، قطوفُها دانِية،
فيها ما لا عينٌ رأَت، ولا أُذُنٌ سمعت، ولا خطَر على قلب بشر؟!
إن غمسةً في الجنة تُنسيك كلَّ شدَّة الدنيا وبُؤسِها، فكيف بنعيمٍ مُقيمٍ لا يحولُ ولا يزول؟!
وتستقرُّ الفرحةُ الأخرويَّة بنعيمٍ ليس بعده نعيم، ولذَّةٍ ليس وراءَها لذَّة، وهي:
النظرُ إلى وجه الربِّ - تبارك وتعالى -، قال - سبحانه -:
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ }
[يونس: 26].
فاللهم ارزقُنا لذَّة النظر إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك في غير ضرَّاءَ مُضِرَّة،
ولا فتنةٍ مُضِلَّة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكرِ الحكيم،
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، أحمده - سبحانه - وأشكرُه لما أسداهُ وحَباه،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ربَّ سِواه،
وأشهد أن سيِّدنا ونبيَّنا محمدًا عبده ورسوله قامَ من الليل حتى تفطَّرَت قدَماه،
صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه ومن والاه.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
فاتَّقوا الله حقَّ التقوى، وراقِبوه في السرِّ والنجوى.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله:
وإذا تجاوزَ الفرحُ حدودَ الشرع والعقل غدا مذمومًا؛
فالاستِبشارُ بمُصيبةٍ تحلُّ بأخيك، أو كارِثةٍ تنزلُ به فرحٌ مذمومٌ،
كما قال - سبحانه -:
{ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا }
[آل عمران: 120].
ومن الفرح المذموم وعلامة النِّفاق: الاشمِئزازُ من نصر الإسلام وتمكينه،
أو الفرحُ بتحجير دوره وأثره في الحياة، واتِّهامُه بأنه سببُ التخلُّف والرَّجعيَّة،
قال الله تعالى:
{ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
[الزمر: 45].
ومن الفرح المذموم: فرحُ المرء بما لم يفعل رياءً وتكبُّرًا،
قال الله تعالى :
{ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا
فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
[آل عمران: 188].
ومن ذلك: فرحُ المؤمن بتقصيرِه في طاعة الله، وتخلُّفِه عن رَكب الصالحين،
ونُكوصِه عن الدعوة والاستِقامة، قال الله تعالى:
{ فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ
وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ
قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ }
[التوبة: 81].
وإذا أدَّى الفرحُ إلى الأشَر والبطَر والتمرُّد والانطِلاق من كل قيدٍ فهو فرحٌ مذمومٌ،
قال الله تعالى :
{ ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ }
[غافر: 75].

رد مع اقتباس