عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-13-2013, 12:55 AM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

الركيزة الثانية : تقوية الوازع الديني، والتخويف من سوء الأخلاق :
الوازع الديني يُلزِم الشخص بمعرفة حدود الحلال والحرام ،
وأن يكون لديه من الخوف والجزع من الله سبحانه وتعالى
ما يردعه من الوقوع في المخالفة والمحظور ،
ويبعده عن الانزلاق في مهاوي الفتن والشهوات ،
ويجعل لديه دافعاً كي يتعلم مسؤولياته ، ونستطيع أن نقول حقيقة :
إن الوازع الديني له دور كبير جداً في هذا الجانب ،
فإن الصلاة : وهي أجل العبادات
تؤدي المحافظة عليها إلى ابتعاد العبد عن الفواحش والنفرة من المعاصي
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ
وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ }
[العنكبوت : 45 ]
الركيزة الثالثة : الخطاب الديني، وأثره في تعزيز الأخلاق :
ولعل من أبرز أنواع الخطاب الديني : خطبة الجمعة ،
والدروس المنهجية سواء في المدارس ، أو في المساجد ،
والمحاضرات العامة على تنوع موضوعاتها، والمواعظ ،
والمناسبات العامة، والاحتفالات ، والمؤتمرات ،
والبرامج الإذاعية والتلفازية وغيرها .
ويقوم الوعظ والإرشاد الديني
بدور محوري في محاربة كل أنواع الانحلال الخلقي في المجتمع الإسلامي ،
حيث يقع على عاتق الدعاة في كل حين عبء التغيير للمنكر
مع الأمر بالمعروف كأصل من أصول الإسلام التي أمر بها
يقول الحق سبحانه وتعالى :
{ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ }
[ لقمان : 17 ]
وفي هذا المعنى نذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ،
فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه )
[ رواه مسلم ]
كما حذّر الإسلام من أن عدم تغيير المنكرات يعم بسببه العذاب كل المجتمع
إن لم يحاولوا تغييره، ويمثل الانحلال الخلقي شقين كبيرين يتمثل أحدهما :
في ترك المأمورات كالواجبات والمستحبات من الفضائل الأخلاقية ،
وأما الأخر فيكون في فعل المنهيات كالوقوع في المحرمات، وقبائح الأخلاق.
الركيزة الرابعة : وسائل الإعلام ودورها في تعزيز الأخلاق :
أينما وجد إعلام هادف ، وجد مجتمع ذو فضيلة وأخلاق سامية ،
وعلى العكس تماماً فأي مجتمع له إعلام ساقط في محتواه
ورسالته التي يقدمها تجد مجتمعاً يغلب عليه الانحلال الخلقي، والبعد الديني،
والتأثر بالحضارة الزائفة ، ولما كان الإعلام بهذا الخطر الشديد ،
استغله أعداء الأمة الإسلامية في جعله سلاحاً يستخدمه القاصي والداني ،
بل جعلوه حاجة عصرية لا يستغني عنها الإنسان ،
والذي يشاهده الجميع من خلال هذه الوسائل
لا يجد إلا إعلاماً بعيداً عن كل خلق وفضيلة، لا يربي إلا على إثارة الشهوات،
وترك الفضائل ، وتعليم الجريمة إلا ما رحم ربك والله المستعان .
الركيزة الخامسة : تجفيف منابع الفساد وما يدعو إلى الانحلال والرذيلة :
ولما كان الفساد والمنكر يظهر بصورة تشتهيها النفوس الضعيفة ،
وتستسيغها القلوب الفارغة ؛ فتنخدع بها ،
وذلك مصداقاً لما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات )
[ رواه مسلم ]
وأنجع علاج وأنفعه هو ما كان للمنكر والباطل صاداً ورادعاً ،
ولأهله داعياً وناصحاً ، وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن .
الركيزة السادسة : التعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق :
النصيحة هي من أهم ركائز هذا الدين ،
فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله ،
بقوله صلى الله عليه وسلم :
( ان الدين النصيحة )
لما لها من أثر في تقويم السلوك، وتهذيب الأخلاق ،
وتسوية المعوجين الذين يحيدون عن الحق والصراط المستقيم ،
قال المناوي رحمه الله :
[ بالنصيحة يحصل التحابب والائتلاف، وبضدها يكون التباغض والاختلاف ]
[ فيض القدير ( 6/268 ) ]
وقال رحمه الله :
[ وأقصى موجبات التحابب أن يرى الإنسان لأخيه ما يراه لنفسه ]
ثم نقل قول العلماء :
ما في مكارم الأخلاق أدق ولا أخفى ولا أعظم من النصيحة .
ولعل الجامع الرئيس لهذه الركائز كلها هو عملية التربية ،
فمن خلالها نستطيع غرس كل الركائز السابقة وغيرها .
هذا والحمد لله رب العالمين ،
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

رد مع اقتباس