الأخت / الملــــكة نور
إبدال بعض الحروف و الزيادة
مهندس مدني وكاتب إسلامي مصري
نواصل حديثنا عن إعجاز الرسم القرآني
ونتكلم عن الإعجاز في إبدال بعض الحروف والزيادة :
أ- إبدال التاء المربوطة تاء مبسوطة
* وردت (نعمة) بالتاء المربوطة 25 مرة في القرآن الكريم.
* ووردت (نعمت) بالتاء المفتوحة 11 مرة في القرآن الكريم.
ونلاحظ حين تدبرنا للآيات الكريمة التي وردت فيها نعمت بالتاء المربوطة
أنها تتحدث إما عن نعم الله الظاهرة للعيان
وهي النعم العامة للبشر جميعاً... أو تتحدث عن أقل شيء يطلق عليه (نعمة)
{ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ }
أي أن ما بكم من أقل شيء يطلق عليه (نعمة) فهو من الله
وليس أي مخلوق بقادر على أن ينعم عليكم بأقل نعمة...
وطبيعي أن تأتي كلمة (نعمة) في هذا المجال بالتاء المربوطة
أما حينما تأتي (نعمت) بالتاء المفتوحة فإنها تدل على النعمة الخاصة
التي وهبها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين من عباده ...
كما أنها تدل على النعم المفتوحة التي لا يمكن إحصاء عددها ...
و جدير بالذكر أنه حينما تذكر (نعمت) في أي آية من القرآن الكريم
فيكون ذلك من أجل لفت انتباه قارئ القرآن
لتدبر هذه الآية وما حولها من آيات واستخلاص الحكمة و العبرة .
بعض الآيات الواردة فيها (نعمة) و (نعمت) كاملة :
{ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ }
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ }
{ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ }
{وَاذْكُرُوا نِعْمتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ }
{ وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }
{ فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ }
وقد وردت (نِعْمَتِ) كذلك في الآيات الآتية :
231من سورة البقرة، 11 من سورة المائدة، 28 من سورة إبراهيم،
73 من سورة النحل، 83 من سورة النحل، 114 من سورة النحل،
21 من سورة لقمان، 3 من سورة فاطر .
وردت كلمة (الرْبُوَا) على هذا الشكل في القرآن الكريم 7 مرات ...
ووردت كلمة (ربا) مرة واحدة فقط في القرآن الكريم كله ...
و قد جاءت كلمة (الرْبُوَا) بهذا الشكل
لتلفت النظر إلى خطورة استخدام الربا في معاملات الناس ،
وأن الله قد حرم الربا ، وأن الله يمحق الربا و يربي الصدقات .
أما كلمة (رِبًا) فقد جاءت مرة واحدة
وهي خاصة بأقل شيء يطلق عليه ربا فهو لا يربوا عند الله :
{وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَا فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ
وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ }
ونلاحظ أيها القارئ الكريم أن كلمة (يَرْبُوَا)
تزيد حرف (الألف) في آخرها لتوحي بمعنى الربا وهي الزيادة .
قال تعالى في الآية 97 من سورة الكهف عن السد
الذي أقامه ذو القرنين ليحجز عن القوم إفساد يأجوج ومأجوج :
{فَمَا اسْطَـعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا }
وقد استخدم القرآن الكريم كلمة (اسْطَـعُوا) ناقصة حرف (التاء)
في الظهور على السد ليوحي بعجلتهم في صعود السد والقفز من فوقه
خاصة وأن مبنى السد من الحديد والنحاس
أي : أنهم عرضة للانزلاق الأمر الذي يتطلب سرعة في التسلق ...
أما في حالة نقب السد فإن الأمر يستلزم زمناً وتراخياً في الوقت
لذا فقد تم استخدام كلمة (اسْتَطَاعُوا) العادية بدون أن نقص في أحفرها .
وذلك ليكون مبنى الكلمة موحياً ومبنياً للمعنى المطلوب .
وردت كلمة (الْعُلَمَـؤُا) مرتين في القرآن الكريم كله..
ولم ترد إلا بهذه الصورة الخاصة لتدل على المكانة العظيمة
والمنزلة الكبيرة للعلماء وأنهم ليسوا سواء مثل باقي الناس:
{ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }
{ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَـؤُا بَنِي إِسْرَائِيلَ }
{ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَـؤُا }