( لا تعد الرؤيا رؤية النبي إلا إذا كانت صورته )
كما وردت في كتب الصحاح.
" بَاب فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( وَأَنَّهُ كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا)
وعند مسلم:
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:
( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْبُوعًا بَعِيدَ مَا بَيــْنَ الْمَنْكِبَيْنِ لَهُ شَعَرٌ
يَبْلُغُ شَحْمَةَ أُذُنِهِ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ)
) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْــهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا
وَلا مَسَسْتُ خَزًّا قَطُّ وَلا حَرِيرًا ولا شَيْئًا كَانَ أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا شَمَمْتُ مِسْكًا قَطُّ
وَلا عِطْرًا كَانَ أَطْيَبَ مِنْ عَرَقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
( عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كـَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ
كَأَنَّ عَرَقَهُ اللُّؤْلُؤُ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ وَلا مَسِسْتُ دِيبَاجَـةً ولا حَرِيرَةً أَلْيَنَ
مِنْ كَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا شَمِمْتُ مِسْكَةً وَلا عَنْبَرَةً
أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
) كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ضَخْمُ
الرَّأْسِ وَاللِّحْيــَةِ شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ مُشْرَبٌ وَجْهُهُ حُمْرَةً طَوِيلُ
الْمَسْرُبَةِ ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ
لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)
وأجمل منك لم تر قط عيني وأفضل منك لم تلـد النسـاء
خلقـت مبـرَّأً مـن كـل عيـب كأنك قـد خلقـت كمـاتشـاء
و بعد فأخطر ما في الدرس، أيها الإخوة، أنّ رؤيا المؤمن لرسول الله
لا تحل حراماً، ولا تحرم حلالاً، ولا تغير شيئاً فيما ثبت بالشرع
ولا تزيد عليه ولا تنقص منه، إنْ رأيته ألف مرة فالشرع لا يتغير.
قالوا كان رجل صالح فقيراً في زمن العلامة الكبير الشيخ عز الدين ابن عبد السلام
فرأى النبي في منامه يقول له في أرض كذا ركاز، يعني مال دفين
ابحث عنه وخذه ولا تُؤَدِّ زكاته.
ومعلوم أن زكاة الركاز: خُمس، إذا رجل وجد صحيفة ذهب عليه
أن يؤدي خُمسَهُ زكاةً وليس اثنين ونصف بالمائة، فبحث هذا الرجل على
الكنز الذي دله عليه النبي فوجده، فسأل العز بن عبد السلام
فقال له: ماذا أفعل النبي قال لي لا تؤدّ زكاته ؟ قال له: بل أدِّ خُمسه للزكاة
ففتوى النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ويقظته مقدمة على فتواه
في منامك وأظنك لفقرك وفرحك بما وجدت نسيت أو توهمت
والراجح عندي أنه قال لك: أدِّ زكاته.
لذلك أخواننا الكرام
موضوع الرؤيا لا تحل حراماً ولا تحرم حلالاً، ولا تزيد في الشرع
ولا تنقص منه، ولا يقيّم منها الأشخاص، انتبهوا هذه تتخذ ذريعة أحياناً،
العالم الفلاني شاهد في منامه الرجلَ الذي خاصمه في حالة يرثى لها
هذه لا تتخذ قاعدة، الإنسان لا يقيّم من منام إطلاقاً، يقيم بعمله، أحواله
بورعه، بطاعته إلى الله، فكل تقييم للأشخاص منطلق من رؤيا
فهو باطل، لوأنك رأيت النبي عليه الصلاة والسلام وقال لك بخلاف
الشرع ترد الرؤيا ويثبت الشرع. هذا هو ديننا، ديننا دين علم
أما الرؤيا إشارة لك لا يبنى عليها حكم شرعي، تطمين، تحذير، اتصال من الله مباشر
}وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ {
أنت مكلف أن تعبد الله إلى أن تموت، و كل شيء تراه في المنام لا يقدم ولا يؤخر
هو بشرى لك، أما أن تبني عليه حقيقة فلا ثم لا.
بلغنا أن بعض الأشخاص يصحح الحديث الشريف من رؤيا رسول الله
يقول: صححه على مسؤوليتي لأني رأيت النبي، هذه ليس معقولة
نحن ديننا ليس دين منامات، كان رجل يدعي أنَّه كلما عرض عليه
حديث يرى النبي فيخبره ما إن كان الحديث صحيحاً أم كاذباً، فجاء إنسان
وقدم له حديثاً صحيحاً طبعاً هو كاذب، ادعى أنه رأى النبي
وقال له أنا قلته، فتح الكتب ورآه صحيحاً، و في اليوم التالي أعطاه حديثاً
موضوعاً، فقال له: ما قاله النبي هكذا قال لي، ثالث يوم أعطاه حديثاً
ضعيفاً، فتح الكتب فرآه ضعيفاً، قال: سألته فقال هو ضعيف
هنا ظهر كذبه لأن النبي يقول عن الحديث إما قلته أو لم أقله.
بصراحة إذا كان درس مبني على المنامات وعلى الكرامات
وعلى السحبات فهذا ليس درس، هذا حكواتي، يوجد درس علم
ودرس حكواتي، و إذا كان الدرس أساسه منامات وسحبات
فهذا الدرس للتسلية و ليس درس علم بأية حال.