عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-13-2013, 10:38 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

وفي الحديث القدسي يقول الله سبحانه :
( يا ابن آدم , تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك ،
وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً , ولم أسد فقرك)
والصلاة سبب في طرد الهلع عن صاحبها ، فلا يكون هلوعاً ، شحيحاً ،
بخيلاً ، ضجوراً ، جزوعاً ، ضيق القلب ، شديد الحرص ، قليل الصبر
{ إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً {19} إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً {20}
وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً {21} إِلَّا الْمُصَلِّينَ {22}
الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ }
[ المعارج : 19 – 23 ]
وما زال مفزع المؤمنين ، عند كل مهم من أمر الدنيا والآخرة ،
إلى مناجاة ربهم في الصلاة ، آدم فمن دونه من الأنبياء .
قال ثابت : وكانت الأنبياء صلوات الله عليهم
إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة .
كذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عماد الدين ،
فكيف لا يفزع المؤمنون إلى الصلاة ، وهي عماد الدين .
قال المروزي : وأمر الله عباده أن يأتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم ،
وأمرهم محمد صلى الله عليه وسلم
إذا رأوا الآيات التي يخافون فيها العذاب أن يفزعوا إلى الصلاة ،
فقال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ،
فإذا انكسفت فافزعوا إلى الصلاة .
وفزع هو إلى الصلاة ، ولا نعلم طاعة يدفع الله بها العذاب مثل الصلاة ،
فصلّى عند الكسوف بزيادة في الركوع ، وبكى في سجوده ، وتضرع .
وكانت أم كلثوم بنت عقبة من المهاجرات الأول ،
غُشي على زوجها عبد الرحمن ابن عوف غشية
حتى ظنوا أنه فاضت نفسه فيها ،
فخرجت أم كلثوم إلى المسجد تستعين بما أمرت به من الصبر والصلاة .
وذكروا أن ابن عباس نُعي إليه أخوه فثم وهو في سفر فاسترجع ،
ثم تنحى عن الطريق فأناخ فصلّى ركعتين أطال فيهما الجلوس ،
ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول :
{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ }
[ البقرة : 45 ]
قال ابن القيّم :
[ وأما الصلاة ، فشأنها في تفريح القلب وتقويته ،
وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن ، وفيها من اتصال القلب والروح بالله ،
وقربه والتنعم بذكره ، والابتهاج بمناجاته ، والوقوف بين يديه ،
واستعمال جميع البدن وقواه وآلاته في عبوديته ،
وإعطاء كل عضو حظه منها ،
واشتغاله عن التعلق بالخلق وملابستهم ومحاوراتهم ،
وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره ،
وراحته من عدوه حالة الصلاة - ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات
والأغذية التي لا تلائم إلا القلوب الصحيحة]
فالصلاة : من أكبر العون على تحصيل مصالح الدنيا والآخرة ،
ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ، وهي منهاة عن الإثم ، ودافعة لأدواء القلوب ،
ومطردة للداء عن الجسد ، ومنورة للقلب ، ومبيضة للوجه ،
ومنشطة للجوارح والنفس ، وجالبة للرزق ، ودافعة للظلم ،
وناصرة للمظلوم ، وقامعة لأخلاط الشهوات ،
ونافعة في كثير من أوجاع البطن .
وبالجملة فلها تأثير عجيب في حفظ صحة البدن والقلب ، وقواهما ،
ودفع المواد الرديئة عنهما ، وما ابتلي رجلان بعاهة أو داء أو محنة
أو بلية إلا كان حظ المصلي منها أقل ، وعاقبته أسلم .
وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا
ولا سيما إذا أعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً ،
فما استدفعت شرور الدنيا والآخرة ، ولا استجلبت مصالحهما ،
بمثل : الصلاة , وسر ذلك : أن الصلاة صلة العبد بربه عز وجل ،
وعلى قدر صلة العبد بريه عز وجل تفتح عليه من الخيرات أبوابها ،
وتقطع عنه من الشرور أسبابها ،
وتفيض عليه مواد التوفيق من ربه عز وجل ، والعافية والصحة ،
والغنيمة والغنى ، والراحة والنعيم ، والأفراح والمسرات ،
كلها محضرة لديه ، ومسارعة إليه .
والله نسأل
أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

رد مع اقتباس