
08-13-2013, 10:42 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
|
|
غـفرانك ربنا ما أعظمك
الأخت / أم لـــؤي
غـفرانك ربنا ما أعظمك
غريبةٌ تلك الحياة !!
تدخلها صغيراً طاهراً نقياً من الذنوب , وتخرج منها وقد أثقلت كاهلك الذنوب
الرب فيها بنعمته رباك ، ومن فيض جوده أطعمك وسقاك ,
مِن عُريٍ سَتركَ وكساك , وبِعينيهِ الرحِيمتَين رَعاك .
من زادِه أكلتَ وشَرِبت , وعلى أرضه نَشَأت ، وتحت سمائِه درجت .
نِعمُهُ عليك كثيرة ... ظاهرةً وباطنه ...
{ وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا }
[ النحل : 18 ]
في كل لحظةٍ له عليك امتِنان , وعن كل نَسمةٍ يستحق الشُكران ,
وأنت عن هذا كله قد غفلت .
تتظاهر بالغِنى عنهُ وهو الغني عنك ، وتُجاهِرهُ بالعصيان فيسترك ,
وتتطاول على محارمه فيمهلك .
تزداد عنه بعداً وهو دوماً منك قريب ،
فسبحانه حين قال :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
[ البقرة : 186 ]
فسبحانك ربنا ، ما أحلمك !.
استغفر الله من ذنـب يُؤَرقُنـِــي ..... ويطرُدُ النوم عن عيني ويحزِنُني
استغفر الله كيف الرب أعصِيه ..... ونِعمةٌ منه في الإكرام تغــــمرني
كلنا يذنب ..... ولكن !
هناك فرق بين من يذنب فتراه بعد الذنب خائفاً وجِلاً ,
وبين ذلك الذي يذنب الذنب ولا يبالي ,
وربما ذُكر بأن هذا الذنب عصيان لله عز وجل ,
فإذا به يجعل الله أهون الناظرين إليه والعياذ بالله .
أخي في الله : قبل أن تفكر في الذنب
فكر من هذا العظيم الكبير الجليل الذي تتجرأ عليه وتَتَقَحَمُ حماه ،
وتبارزه بالذنوب والخطايا ،
فكأنك أخي لم تسمع قول الجبار سبحانه :
{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
[ الزمر : 67 ]
تأمل في حجم السماوات والأرض الآن ,
وكيف سيكون حجمها وهي بيد الرحمن ,... فأين حجمك أنت حينها .
إياك ... إياك أخي في الله :
أن تحقر شيئا من الذنوب وإن بدت لك أنها صغيرة ،
فإنها في حق الله جل وعلا كبيرة , فبقدر ما يصغر الذنب عندك ...
يعظم عند الله , وبقدر ما يعظم عندك , فإنه يصغر عند الله .
فإياكم ومحقرات الذنوب فإن الصغير منها يدعو للكبير .
يقول ابن مسعود :
إن المؤمن يرى ذنبه كجبل يخاف أن يقع عليه ,
وإن المنافق يرى ذنبه كذباب وقع على أنفه فقال به هكذا .. أي أبعده بيده .
فمن أي الفريقين ترى نفسك عند ارتكابك للذنوب ؟!.
أخي في الله :
إن كنت في دنياك قد أسرفت , وعن ربك قد ابتعدت ,
فتدارك نفسك مادام في العمر بقية ، وابشر برب رحيم كريم حليم .
يقول الله تعالى :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
[ الزمر : 53 ]
انظر إلى كرم الله ولطفه بك حتى وأنت مسرف على نفسك ,
لقد وعدك بغفران الذنوب كلها ولم يقل بعضها .
فماذا عساك تنتظر بعد ذلك , وما الذي عن طلب مغفرته يؤخرك ؟
أقبل على الله ولا تتردد . وأعقب كل معصية توبة , وكل خطيئة استغفارا ،
وأبشر بكل خير . فلا أحلم ولا أرحم من الله .
فهو الذي يأمر ملك السيئات حين تعصيه
أن يمهلك ساعات قبل أن يكتبها عليك , رغبة منه أن تتوب منها .
إن أصبت حسنة حط عنك بها من السيئات ، وضاعفها لك عشرات المرات .
حتى وإن تماديت في ذنبك ، يظل الرب الرحيم يناديك ،
وفي الكثير من آياته يدعوك .
يقول لك الله جل وعلا في الحديث القدسي :
( يا ابن آدم ! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي
يا ابن آدم ! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ،
يا ابن آدم ! إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني
لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
عبد الله :
لا تستكبر على الكبير وأنت الصغير ، ولا تستغن عن الغني وأنت الفقير .
وأعلم انك لو مكثت سنوات طوالا في عصيانه ,
ثم أتيته يوما صادقا ترجو القبول , فسيفتح لك الأبواب ,
ويقول لك سبحانه :
( عبدي أطعتنا فقربناك , وعصيتنا فأمهلناك , وإن عدت إلينا قبلناك)
فسبحانك يا ربي ما أعظمك ....... سبحانك يا ربي ما أحلمك .
يقول صلى الله عليه وسلم :
( أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ ! اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ . ثُمَّ عَادَ ، فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ! اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ , وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ ! اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا ، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ , أعمل ما شئت فقد غفرت لك) وقوله فليفعل ما شاء
أي : مادام أنه على هذه الحال يستغفر عن كل ذنب يقع منه .
اللهم إنك تعلم أنا نحبك وإن كنا نعصيك , فاغفر لنا يا الله
|