وتبرز أهمية هذا البئر التاريخية من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما دخل مكة المكرمة فاتحاً، بات بالقرب من هذا البئر،
وفي الصباح وقف عليها وشرب منها واغتسل..
وقد ذكر ابن اسحاق تلك الواقعة نقلا عن عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنه.
حدثنا مسدد، ثنا يحيى بن عبد الله، حدثني نافع عن ابن عمر قال :
( بات النبي صلى الله عليه وسلم بذي طوي حتى أصبح،
ثم دخل مكة , وكان ابن عمر يفعله ) .
وقال عالم الآثار والمشرف العام على إدارة المتاحف الأثرية
بجامعة أم القرى بمكة المكرمة الدكتور/ فواز الدهاس:
أن بئر طوي من الآبار التاريخية الهامة
وهو يقع بحي جرول بين القبة وريع أبو لهب في وادي طوي المعروف
الذي هو أحد أودية مكة التي يتكون الآن منها عمرانها وموقع هذا البئر
هو الموقع الذي بات فيه الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
ليلة فتح مكة المكرمة، وهو نقطة التوزيع
التي وزع فيها عليه الصلاة والسلام جيشه القادم لفتح أم القرى،
حيث أمر الزبير بن العوام رضي الله عنه أن يدخل مكة المكرمة
مع بعض رفاقه من ثنية كدا ألمعروفه اليوم بريع الحجون،
كما أمر الصحابي الجليلخالد ابن الوليد رضي الله عنه
أن يدخل مكة المكرمة من موقع يعرف بالليط في أسفل مدينة مكة المكرمة
ومعه من قبائل العرب من بني عفار وأسلم ومزينة وجهينة،
ثم تحرك صلى الله عليه وسلم
فاتجه للدخول إلى مكة المكرمة من ناحية ريع ذاخر.
بئر قديم مطوية بالحجر، وعليها بناء قديم،
ويقال : أن الذي حفرها هو عبد شمس بن عبد مناف،
ثم نثلها فيما بعد عقيل بن أبي طالب
ويشرف على هذه البئر من الجهة الشرقية جبل قيقعان،
وتسمى اليوم الجهة من الجبل التي تطل على البئر بجبل السودان
وهي تقع في وادي طوي في مسيله بين الحجون وريع الكحل
مرورا بجرول ، ويمر الوادي حتى يجتمع سيله بوادي إبراهيم في المسفلة،
وفي أعلاه من الناحية الشمالية ريع يسمى ريع اللصوص
ووسط الوادي يسمى شارع العتيبية العام،
وهو حي سكني معروف يغطية العمرات من كافة جوانبه.
الرسول اغتسل منها وعن وضع البئر الحالي :
يقول عمدة جرول : والتيسير الشيخ / طلال الحساني نعرف هذا البئر
ونحن أطفال بحكم ولادتنا ونشأتنا في الحي الذي يقع فيه البئر،
وكان هناك شخص من أعيان حي جرول اسمه السيد فضل عقيل المحضار،
يقع البئر ضمن أملاكه، وكان يعتني بالبئر من صيانة وتشغيل
ويوظف حراس للعمل عليه من أشهرهم العم بن حاسن وعبد الله وشحاد
يقومون بخدمة الحجاج الذين يقومون لزيارة البئر والاغتسال منه
اقتداء بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم،
حيث يقوم هؤلاء الأشخاص بخدمة الحجاج عن طريق إدلاء الدلو في البئر
وجذب الماء وصبه على الحجاج للاغتسال، فقد كان هناك بعض الحجاج
وخاصة الأفارقة والمغاربة الذين هم على مذهب الأمام مالك،
إذا جاءوا إلى مكة المكرمة للحج أو العمرة لا يدخلون إلى المسجد الحرام
قبل أن يأتوا لهذا البئر من أجل الاغتسال منه
اقتداء بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أتى بجيشه لفتح مكة،
وفي الصباح اغتسل من البئر وقام بتوزيع جيشه للفتح.
وواصل العمدة الحساني حديثه قائلا :
وقبل سنوات تم إغلاق البئر من قبل هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وهيئة الآثار حتى لا يكون مزاراً للحجاج أو المعتمرين
يحرصون على الاستحمام منه قبل الوصول للمسجد الحرام.
ولا يزال البئر مغلقاً بباب حديد لا يمكن الوصول إليه
علماً بأن : البئر محاط ببناء قديم يقال أنه منذ العهد العثماني.
وبالمصادفة وعلى غير المعتاد كان باب البئر مفتوح