أقوال السَّلف والعلماء في الحَيَاء
[ مَن قلَّ حياؤه قلَّ ورعه، ومَن قلَّ ورعه مات قلبه ]
قال ابن القيِّم في حقيقة الحَيَاء :
[ قال صاحب المنازل: الحَيَاء: مِن أوَّل مدارج أهل الخصوص،
يتولَّد مِن تعظيمٍ منوطٍ بودٍّ. إنَّما جَعَل الحَيَاء مِن أوَّل مدارج أهل الخصوص:
لما فيه مِن ملاحظة حضور مَن يستَحيي منه، وأوَّل سلوك أهل الخصوص:
أن يروا الحقَّ سبحانه حاضرًا معهم، وعليه بناء سلوكهم. وقوله: إنَّه يتولَّد
مِن تعظيمٍ منوطٍ بودٍّ. يعني: أنَّ الحَيَاء حالة حاصلة مِن امتزاج التَّعظيم
بالمودَّة، فإذا اقترنا تولَّد بينهما الحَيَاء، والجنيد يقول: إنَّ تولُّده مِن مشاهدة
النِّعم ورؤية التَّقصير، ومنهم مَن يقول: تولُّده مِن شعور القلب بما يستحيي
منه، فيتولَّد مِن هذا الشُّعور والنُّفرة، حالةٌ تُسَمَّى: الحَيَاء،
ولا تنافي بين هذه الأقوال، فإنَّ للحياء عدَّة أسباب ]
( حياة القلب يكون فيه قوَّة خُلُق الحَيَاء،
وقلَّة الحَيَاء مِن موت القلب والرُّوح، فكلَّما كان القلب أحيى كان الحَيَاء أتم )
[ الحَيَاء: رؤية الآلاء ورؤية التَّقصير،
فيتولَّد بينهما حالة تُسمَّى الحَيَاء، وحقيقته: خُلُقٌ يبعث على ترك القبائح،
ويمنع مِن التَّفريط في حقِّ صاحب الحقِّ ]
[ خمسٌ مِن علامات الشَّقاوة: القسوة في القلب،
وجمود العين، وقلَّة الحَيَاء، والرَّغبة في الدُّنْيا، وطول الأمل ]
[ الحَيَاء والتَّكرُّم خصلتان مِن خصال الخير،
لم يكونا في عبد إلَّا رفعه الله عزَّ وجلَّ بهما ]
[ العلم الأكبر: الهيبة والحَيَاء؛ فإذا ذهبت الهيبة والحَيَاء، لم يبق فيه خير ]
[ الحَيَاء، وجود الهيبة في القلب، مع وحشة ما سبق منك إلى ربِّك تعالى ]
[ مَن تكلَّم في الحَيَاء ولا يستحي مِن الله عزَّ وجلَّ فيما يتكلَّم به، فهو مُستَدرَج ]
[ تعامل القرن الأوَّل مِن النَّاس فيما بينهم بالدِّين، حتى رقَّ الدِّين..
ثمَّ تعامل القرن الثَّاني بالوفاء حتى ذهب الوفاء، ثمَّ تعامل القرن الثَّالث
بالمروءة حتى ذهبت المروءة، ثمَّ تعامل القرن الرَّابع بالحَيَاء حتى ذهب الحَيَاء،
ثمَّ صار النَّاس يتعاملون بالرَّغبة والرَّهبة ]
[ مِن علامات المستحي: أن لا يُرَى بموضع يُسْتَحَيا منه ]
[ قيل لبعض الحكماء: ما أنفع الحَيَاء ؟
قال: أن تستحي أن تسأله ما تحبُّ، وتأتي ما يكره ]
[ زين المرأة الحَيَاء، وزين الحكيم الصَّمت ]
( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )