
08-14-2013, 11:25 PM
|
Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
|
|
وأما الموقف الثاني : فهو لشاب أصمّ أبكم ..
خَرَج يوماً مع بعض أصحابه، وكان منهم من يُتقِن لُغة الإشارة فيُترجم له ..
وفي الطريق مرُّوا بمجموعة من الشباب اجتمعوا على لهو وغناء وطرب ..
وقف الشباب بِصُحبة الأصمّ.. ترجَّلُوا من سيارتهم.. استأذنوا ثم جَلَسوا ..
تكلّموا.. تحدّثوا.. ذكّروا.. وعَظُوا.. انتهى الكلام.. همُّوا بالانصراف..
أشار إليهم الأصمّ أن انتظروا قليلاً .. أشار إلى صاحبه المترجم أن يُترجم ..
تحدّث الأصمّ بلغة الإشارة .. ثم تَرجَم صاحبه ..
لقد قال لهم : أتمنّى أن لي لساناً ينطق .. لأذْكُر الله به ..
لقد وَقَعتْ كلماته على قلوب الجالسين..
وأثّرت فيهم حتى لامَسَتْ شِغاف قلوبهم .. رغم أنه لم يتكلّم ..
ومع أنه لم ينطق .. إلا أن كلماته كان لها وقعها على نفوس الحاضرين.
أما عافية الولد ..
ففي صلاح قلبِه وقالبه، وفي استقامته وهدايته، وفي أن تُمتّع به،
حتى إذا شبّ وترعرع تمنّيت أن تَدْفَع عنه بالراحتين وباليَدِ،
كما قال أبو الحسن التهامي في ابنه :
لو كنتَ تُمنَع خـاض دونـك فتيـة مِـنّــا بـحــار عـوامــلوشِــفَــارِ
فَدَحَوا فريق الأرض أرضاً من دَم ثــم انثـنـوا فَبَـنَـوا سَـمَـاءغُـبـارِ فإذا نَزَل القضـاء ضـاقالفضـاء .. وأما العافية في المال
ففي بركته.. وفي نمائه.. وفي أن يكون مصدره حلالاً، ومصرفه حلالاً،
وأن يُحفَظ من كل آفـة..
وأما العافية التي هي فوق كل عافية ..
فعافية الدِّين.. العافية في الإيمان ..العافية في الثبات على دين الله - عز وجل
.. العافية في اليقين .. العافية في السلامة من الوسواس.
العافية في القلب من كل شُبهة وشهوة،
فيكون كالمرآة الصقيلة لا يضرّها ما مرّ على ظاهرها.
العافية في العلم والخشية . لذا كان يُقال : من عُوفِي فليحمد الله.
تواردت هذه المعاني في خاطري
حينما دَخَلت قسم الإسعاف والطوارئ بأحد المستشفيات فهذا يئنّ ..
وذاك يصرخ من شِدّة الألـم
وثالث : في غيبوبة, ورابع : قد شُجّ وجهه, وخامس : ينـزف جُرحـه
فعلمت عِلم يقين .. أن العافية والسلامة لا يَعدِلهما شيء..
وفي الأثر: إذا مرض العبد ثم عُوفي فلم يزدد خيرا،
قالت الملائكة - عليهم السلام : هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء !
فاللهم لك الحمد على العافية ..
· ولك الحمد على كل نعمة أنعمتَ بها علينا في قديم أو حديث،
· أو خاصة أو عامة، أو سرٍّ أو علانية..
· اللهم لك الحمد حتى ترضى
· ولك الحمد إذا رضيت
· ولك الحمد بعد الرِّضـا
· ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن،
· ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن،
· ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن،
· ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض
لك الحمد على العافية.. ونسألك العافية في الدنيا والآخرة.
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
يقول في دعائه حين يمسي وحين يصبح :
( اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة،
اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي،
اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي،
اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي،
وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي )
[ رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه ]
و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
دعواتكم الطيبة
فاخر ألكيالي
|