والْمَعْنَى : إِنْ أَخَذْتَهَا فَظَهَرَ مَالِكُهَا فَهُوَ لَهُ ، أَوْ تَرَكْتَهَا فَاتَّفَقَ
أَنْ صَادَفَهَا فَهُوَ أَيْضًا لَهُ
وقِيلَ مَعْنَاهُ : إِنْ لَمْ تَلْتَقِطْهَا يَلْتَقِطْهَا غَيْرُكَ
( أَوْ لِلذِّئْبِ ) بِالْهَمْزَةِ وَإِبْدَالِهِ . أَيْ : إِنْ تَرَكْتَ أَخَذَهَا الذِّئْبُ ،
وفِيهِ تَحْرِيضٌ عَلَى الْتِقَاطِهَا
قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ : تَرَكْتَهَا وَلَمْ يَتَّفِقْ أَنْ يَأْخُذَهَا غَيْرُكَ يَأْكُلُهُ الذِّئْبُ غَالِبًا
نَبَّهَ بِذَلِكَ عَلَى جَوَازِ الْتِقَاطِهَا وَتَمَلُّكِهَا وَعَلَى مَا هُوَ الْعِلَّةُ لَهَا
وَهِيَ كَوْنُهَا مُعَرَّضَةً لِلضَّيَاعِ لِيَدُلَّ عَلَى اطِّرَادِ هَذَا الْحُكْمِ فِي كُلِّ حَيَوَانٍ
يَعْجِزُ عَنِ الرَّعْيِ بِغَيْرِ رَاعٍ
( احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ) أَيْ : خَدَّاهُ
( أَوِ احْمَرَّ وَجْهُهُ ) شَكٌّ مِنَ الرَّاوِي
( مَالَكَ وَلَهَا ) أَيْ : شَيْءٌ لَكَ وَلَهَا
قِيلَ مَا شَأْنُكَ مَعَهَا أَيْ : اتْرُكْهَا ، وَلَا تَأْخُذْهَا
( مَعَهَا حِذَاؤُهَا وَسِقَاؤُهَا ) الْحِذَاءُ بِالْمَدِّ النَّعْلُ وَالسِّقَاءُ بِالْكَسْرِ الْقِرْبَةُ
وَالْمُرَادُ هُنَا بَطْنُهَا وَكُرُوشُهَا ، فَإِنَّ فِيهِ رُطُوبَةً يَكْفِي أَيَّامًا كَثِيرَةً
مِنَ الشُّرْبِ . فَإِنَّ الْإِبِلَ قَدْ يَتَحَمَّلُ مِنَ الظِّمَاءِ مَا لَا يَتَحَمَّلُهُ سِوَاهُ مِنَ الْبَهَائِمِ
ثُمَّ أَرَادَ أَنَّهَا تَقْوَى عَلَى الْمَشْيِ وَقَطْعِ الْأَرْضِ وَعَلَى قَصْدِ الْمِيَاهِ وَوُرُودِهَا
وَرَعْيِ الشَّجَرِ وَالِامْتِنَاعِ عَنِ السِّبَاعِ الْمُفْتَرِسَةِ .
قَوْلُهُ : ( وفِي الْبَابِ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَرَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهم أجمعين )
فِي حَاشِيَةِ النُّسْخَةِ الْأَحْمَدِيَّةِ ، كَذَا فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ ،
وفِي نُسْخَةٍ صَحِيحَةٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو بِالْوَاوِ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهما
وَعَلَيْهِ يَدُلُّ بَعْضُ الْقَرَائِنِ . انْتَهَى
قُلْتُ : الْأَمْرُ كَمَا فِي هَذِهِ الْحَاشِيَةِ
( وَالْجَارُودُ بْنُ الْمُعَلَّى وَعِيَاضُ بْنُ حِمَارٍوَجَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ (
أَمَّا حَدِيثُ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَمُسْلِمٌ ،
وأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهما بِغَيْرِ الْوَاوِ
عَلَى مَا فِي أَكْثَرِ النُّسَخِ فَلَمْ أَقِفْ عَلَيْهِ
وأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ تعالى عَنْهما بِالْوَاوِ
فَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ ، وَأَبُو دَاوُدَ .
وَأَمَّا حَدِيثُ الْجَارُودِ فَأَخْرَجَهُ الدَّارِمِيُّ عَنْهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ضَالَّةُ الْمُسْلِمِ حَرْقُ النَّارِ
وأَمَّا حَدِيثُ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ
فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُودَاوُدَ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَابْنُ مَاجَهْ
وأَمَّا حَدِيثُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ ، وَأَبُو دَاوُدَ ،
وَابْنُ مَاجَهْ مَرْفُوعًا بِلَفْظِ : لَا يَأْوِي الضَّالَّةَ إِلَّا ضَالٌّ
قَوْلُهُ : ( حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
وَأَخْرَجَهُ الشَّيْخَانِ
( وَحَدِيثُ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُنْبَعِثِ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ) الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا تَكْرَار