تظهر تدفق المياه العذبة من قاع خليجWaquoitفي سبتمبر 2002،
والدوائر السوداء التي تحيط بالمناطق الصفراء اللامعة
هي المناطق التي تتدفق فيها المياه العذبة من القاع الرملي
وتختلط مع مياه الخليج الدافئة [15 (WHOI)] .
إشارة إلى أن هذه المنطقة مميزة وذات خصائص محددة تختلف
عما يحيط بها من بحر أو نهر،
وفيها كائنات محددة تختلف أيضاً عن كائنات البحر وكائنات النهر،
وهذه المنطقة لا تسمح للماء المالح أن يطغى على الماء العذب،
ولذلك فهي كالحجرة المنيعة والمغلقة، وهذا ما يقوله العلماء اليوم.
{ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ }
حديث عن الاختلاف الكبير في درجة الملوحة بين ماء النهر وماء البحر،
وهذا ما نراه فعلاً، فماء النهر يكاد يخلو من الملح إلا بنسبة ضئيلة جداً،
بينما نجد أن المتر المكعب من ماء البحر يحوي 35 كيلو غرام من الملح!
ولو أن القرآن وصف ماء النهر بالعذب فقط لكان هنالك خطأ علمي،
إذ أن ماء النهر ليس عذباً مئة بالمئة،
إنما هنالك بعض الأملاح والمعادن والمواد الأخرى
التي تعطي هذا الماء طعماً مستساغاً،
الأمر ذاته ينطبق على ماء البحر، فلم يقل القرآن (وهذا ملح)،
ولو قال ذلك لكان هنالك خطأ علمي أيضاً،
لأن جميع المياه في الأرض تحوي شيئاً من الأملاح بنسبة أو بأخرى.
{ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ }
كإشارة إلى الملوحة الزائدة، وهذا التعبير دقيق من الناحية العلمية.
7-تعتبر منطقة المصبات من أكثر المناطق حساسية
وذات أهمية بيئية كبيرة، وهي لذلك تستحق الذكر كنعمة من نعم الله علينا،
حتى إن الكثير من الحضارات ازدهرت في مناطق المصبات، مثل دلتا النيل،
والمنطقة بين نهر دجلة والفرات،
ونهر التايمز في مدينة لندن، ونهر هيدسون في مدينة نيويورك .
وإن القرآن عندما يتحدث عن هذه المنطقة إنما يؤكد أهميتها وتميزها،
مع العلم أن هذه المعلومات
لم تكن متوافرة لإنسان يعيش في صحراء لا أنهار فيها ولا بحار،
ومن غير الممكن لبشر أن يتحدث عن هذه المناطق بدقة مذهلة
لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى!
فيا ليت علماء الغرب يقرأون القرآن ويتدبّرونه،
ليستفيدوا من هذه الحقائق في الوصول إلى معرفة الله تعالى والإيمان به.
ويا ليتنا نطور أنفسنا من الناحية العلمية ونسبقهم لهذه الاكتشافات!
ونقول: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ...