عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-16-2013, 05:59 PM
بنت الاسلام بنت الاسلام غير متواجد حالياً
Moderator
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,019
افتراضي

المخلص يتهم نفسه بالتفريط
إن المخلص يتهم نفسه دائما بالتفريط في جنب الله، والتقصير في أداءالواجبات
ولا يسيطر على قلبه الغرور بالعمل والإعجاب بالنفس، بل هو دائما
يخشى من سيئاته ألا تغفر، ويخاف على حسناته ألا تقبل، وقد بكى بعض
الصالحينفي مرضه بكاء شديدا، فقال بعض عواده: كيف تبكي؟
وأنت قد صمت وقمت، وجاهدتوتصدقت، وحججت واعتمرت،
وعلمت وذكرت؟ فقال: وما يدريني أن شيئا منها فيميزاني؟
وأنها مقبولة عند ربي؟
والله تعالى يقول:
}إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{
المائدة - 27

ومن تمام الإخلاص:
ألا يفسد العمل بعد تمامه بالإعجاب به، والاطمئنان إليه،والزهو به،
وهذا يعميه عما فيه من خلل قد شابه، أو دخل أصابه، والشأن فيالمؤمن
أن يكون بعد أداء العمل خائفا أن يكون قد قصر فيه أو أخل به
من حيثيشعر أو لا يشعر، ولهذا يخشى ألا يقبل منه
والله تعالى يقول:
}إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{
ومن الكلمات النيرة المنسوبة
إلى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قوله:
سيئة تسوؤك خير عند الله من حسنة تعجبك!.

وقد أخذ هذا المعنى ابن عطاء الله السكندري في "حكمه" فقال:
ربما فتح اللهلك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول، وربما قدر عليك
المعصية، فكانت سببافي الوصول، معصية أورثت ذلا وافتقارا
خير من طاعة أورثت عجبا واستكبارا!.

ولهذا حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من العجب وجعله
من "المهلكات"، فروى عنه ابن عمر
( ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات.. فأما المهلكات، فشح مطاع،
وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه )

وقد حكى لنا القرآن ما حدث للمسلمين في غزوة حنين، فقد نصرهم الله
في بدروهم أذلة، ونصرهم في الخندق بعد أن زاغت الأبصار،
وبلغت القلوب الحناجر،وظنوا بالله الظنون، وزلزلوا زلزالا شديدا،
ونصرهم في خيبر وفي فتح مكة،ولكنهم في حنين أعجبتهم كثرتهم،
فلم تغن عنهم شيئا، حتى رجعوا إلى الله،وعرفوا أن النصر من عنده،
يقول تعالى :
} لَقَدْنَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْأَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ
فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْعَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ25
ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَىالْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا {
التوبة 25، 26

والمؤمن البصير هو الذي يكل أمره كله إلى الله، فيوقن أن التوفيق
إلى الصالحات ليس إلا من فضله:
}وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ{
هود – 88
والهداية ليست إلا منه:
}مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا{
الكهف17
نسأل الله صلاح قلوبنا والنجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
الله بقلب سليم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله
سيدنا محمد وعلى آلهوصحبه أجمعين.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مع الشكر للأخت / فاتوووو
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رد مع اقتباس